يأتي حضور هذه الندوة على وقع الدماء التي أريقت في أسطول الإغاثة لأناس جاؤوا من أطراف الأرض، أملاً في المساهمة في تخفيف عناء أهل غزة، وفي ظل أجواء السُخط العالمية، والغضب الشعبي العارم، المصحوب بالاحتقار والازدراء لكيان يهود المجرم لفعلته الآثمة، ليس من أهلنا وامتنا فحسب، بل ومن أقوامٍ لا يشاطروننا الدين أو اللغة أو القارة حتى، وبعد كل الإذلال والإعراض الذي يمارسه يهود تجاه السلطة اللاهثة وراء سراب السلام، حتى أنّهم لم يبقوا للسلطة ولرئيسها ولوزرائه ما يحفظوا به ماء وجوههم أمام أهل فلسطين والعالم الإسلامي.
في ظل كل تلك المعطيات وفي ذروة أزمة تكاد تخنق كيان يهود دبلوماسياً ومعنوياً وأخلاقياً، وتزيد من نشازهم في وسط العالم الإسلامي، وتنعش ذاكرة الأمة حول كراهية هذا الكيان الغريب، والكائن الدخيل على جسد الأمة، تأتي هذه المبادرة الوقحة التي يقدم عليها أبو لبدة ووفده دونما خجل أو حياء ليستمروا ويواصلوا مسيرة التطبيع المذل مع كيان يهود، وليعيدوا الأوضاع إلى سالف عهدها من المناكفة الناعمة وعتاب الشركاء، وليعيدوا إلهاء أهل فلسطين بتوافه الأمور، بذريعة مكافحة منتجات المستوطنات، التي هي بحد ذاتها تآمر على فلسطين حين تعمدوا أن يرسخوا في أذهان أهل فلسطين أنّ هناك فرقاً ما بين أراضي 48 وأراضي 67، وهو ما يصرحون به دون أدنى تورية.!
يا لهم من رجالات أبوا إلا أن ينسلخوا عن الأمة لينحازوا إلى أعدائها، ويا لها من سلطة فقدت كل ذرة من حياء، فلم تستحي أن تعود لمواصلة مسيرة التطبيع المذل وقبل أن تبرد الدماء التي أُريقت في أسطول الإغاثة!.
ألا قد آن الأوان لأهل فلسطين أن يتبرؤوا من فعال السلطة، وأن يبتعدوا عن المشاركة في حملاتها الضالة المضللة، وأن يعيدوا الأمور إلى أصلها والعلاقة إلى طبيعتها مع كيان يهود، علاقة العداء، ولا شيء غيره، حتى يأذن الله بتحرير فلسطين وسائر بلاد المسلمين على يد دولة الخلافة القادمة التي يعمل لها العاملون.