نقلت الجزيرة نت أنّ أمريكا رفضت إدانة" إسرائيل"، وعطل وفدها في مجلس الأمن أن يتضمن البيان الرئاسي مطالبة بتحقيقٍ مستقلٍ في الهجوم الدموي الذي شنه يهود على سفن إغاثة غزة خلال ثلاثين يوماً.
*****
على الرغم من أنّ إدانات مجلس الأمن لا تسمن ولا تغني من جوع، وأنّ قراراته وبياناته الرئاسية تبقى حبراً على ورق فيما يتصل بيهود، وأنّ تاريخه شاهد على ذلك، إلا أنّ أمريكا ترفض أن تُدان "إسرائيل" علانية في فعل اتفق الناس على تجريمه في الشرق والغرب، فأية عدالة أو وساطة أو رعاية يطلبها الحكام ومعهم اللاهثون من الفصائل الفلسطينية وراء سراب السلام المزعوم من أمريكا؟!!
أمريكا التي تصرّ على القيام بدورها "الطليعي" في حرب الإسلام وأهله، وفي دعم يهود عسكرياً وسياسياً وإعلامياً رغم كل التعنت الذي يبديه ساسة يهود أمام المشروع الأمريكي، وهي تحرص دائما على توفير العباءة القانونية والسياسية لستر عورات يهود الفاضحة في المحافل الدولية.
إنّ أمريكا هذه التي تعادي الأمة الإسلامية وتحارب أبناءها وتحشد ضدهم حلفاءها، وتوالي يهود وتسندهم، لا يصح لعاقلٍ ولا لمخلصٍ أن يلجأ إليها أو يعتمد عليها، أو أن يقبل أن تكون وسيطاً تفاوض بالنيابة عنه، أو أن يخطب ودها ويطالب بفتح القنوات السياسية والمفاوضات معها، ولا يستقيم لمسلمٍ واعٍ أن يسطر لها الرسائل السياسية يطلب منها التفاوض والاشتراك في الحلول، ولا أن يصفها بأنّها دولة عظيمة، فإنّ عقيدة الولاء والبراء لا تخفى على بسطاء المسلمين، والله سبحانه يقول:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ).