وأضاف: «لكن للأسف الشديد بعد ربع ساعة من إعلان بدء المفاوضات غير المباشرة أعلنت إسرائيل عن استفزاز استيطاني بالقدس الشرقية ونحن ننتظر رد الإدارة الأميركية على التصرفات الإسرائيلية».
وأكد أنه «إذا اعتقدت إسرائيل أنها ستستمر في بناء المستوطنات والإملاءات والاغتيالات والاقتحامات والحصار والاعتداءات ومن ثم نتحدث عن السلام فهي مخطئة « ، مشددا على أن «أمام إسرائيل خيارين إما السلام أو الاستيطان ولا يمكن أن تجمع بينهما».
وندد عريقات، في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين)، بالمشروع الاستيطاني الإسرائيلي الجديد الذي يتضمن بناء 12 ألف وحدة سكنية في إحدى مستوطنات مدينة القدس .وأشار إلى أن اتصالات جرت مع الاتحاد الأوروبي وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي نقيم معها قناة اتصال يومية حول كل ما يحدث في القدس والمناطق الفلسطينية على أيدي إسرائيل.
وأمس أعلن وزير الداخلية إيلي يشاي والذي يتولى منصب نائب رئيس الوزراء أيضا، انه سيعقد اجتماعا للجنة المكلفة بالسماح ببناء المساكن الاستيطانية في القدس الشرقية وخاصة الحي الاستيطاني في «رامات شلومو» والذي يشمل انشاء 1600 وحدة استيطانية.
من جهته أكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن موقف يشاي يعكس "الموقف الرسمي للحكومة، لا يمكن لأحد أن يوقف البناء في القدس".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تعهد أيضا الأربعاء الماضي بمواصلة البناء في القدس في مناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لضم إسرائيل القسم الشرقي من القدس الذي لم تعترف به المجموعة الدولية.
كما أن وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش كان قد أعلن أمس الأول أن الشرطة الاسرائيلية ستقوم بحراسة الجرافات التي ستتولى هدم المنازل العربية غير المرخصة في القدس الشرقية قريباً.
********
رغم المحاولات التي قامت بها السلطة العميلة لتغطية تخاذلها و خضوعها للقرارات الأمريكية في بدء المفاوضات غير المباشرة تحت غطاء عربي، إلا أن الواقع يكشف يوميا عن خيانتهم وبيعهم للأرض المقدسة في وضوح لم يبقي لهم أي هامش للمناورة والتضليل، فأصبحت تصريحاتهم متناقضة ومثيرة للسخرية، فعن أي خيارات يتحدث رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية إذا لم يوقف الكيان اليهودي الاستيطان، فالاستيطان لم يتوقف وقد كان خياره الوحيد مطالبة اوباما بالتدخل، وقد جاء رد الإدارة الأمريكية الذي انتظره عريقات على شكل مكالمة هاتفية تأمر السلطة بمواصلة المفاوضات فقد ذكرت الأنباء أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما اتصل بالسيد عباس هاتفيا طالبا منه المضي قدما في المفاوضات وعدم الالتفات إلى 'الاستفزازات' الصغيرة، مطالبا بالتركيز على القضيتين الرئيسيتين في هذه المفاوضات وهما الحدود والأمن.
وتواصلت المفاوضات والاستيطان فلم يبق لعريقات إلى أن يكذب ما تراه عيناه ويصدق الادارة الأمريكية ويحاول أن يدفن رأسه في الرمل ليضلل المسلمين فيدعي أن "السلطة ستحكم على الواقع على الأرض إزاء الإعلان عن أنشطة استيطانية جديدة لإسرائيل في القدس" فيبدو أن السلطة لا تعيش على الأرض ولا ترى الواقع والمستوطنات والهدم والقتل والجدار، وإن أمكن لها يوما أن تنزل من فضاء خيانتها على الأرض فما هي خيارات سلطة تدرب رجالها على يد الجنرال دايتون ويتلقى كبارها الرشوات والرواتب الباهظة ويعتاشون على بيع الأرض والمقدسات.
إن العمالة والتبعية للإدارة الأمريكية لا تبقي للسلطة أي خيارات سوى المزيد من التبعية والخيانة السافرة لله ولرسوله وللمؤمنين، وإن العنتريات الإعلامية والتهديد السخيف الذي لا يخيف مجندة يهودية على حاجز تستطيع أن تمنع عريقات وشاكلته من المرور، إن هذه التصريحات تؤكد على عمق المأزق الذي تعيشه السلطة وعلى انكشافها أمام أهل فلسطين كشركة أمنية تقوم على حماية أمن يهود، وتقوم بقمع أهل فلسطين وتبعدهم عن دينهم .
وعلى هامش هذه التصريحات تأتي حادثة إطلاق النار قرب رام الله لتدلل تداعياتها على حقيقة السلطة ورجالها وطبيعة وظيفتهم التي يقومون بها، فقد قال ناطق عسكري إسرائيلي إن ما يسمى" بالإدارة المدنية الإسرائيلية قد أبلغت شخصيات كبيرة في السلطة الفلسطينية إن إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة إلى حادث إطلاق النار وإن عليهم العمل على تهدئة الخواطر"، بحسب ما ادعاه هذا الناطق في بيان نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة وذلك في أعقاب إطلاق النار على سيارة للمستوطنين مساء أمس قرب رام الله مما أدى إلى إصابة اثنين من ركاب السيارة.
إن الخيار الوحيد للأمة الإسلامية يكمن في التخلص من الأنظمة العميلة للغرب وإقامة دولة الخلاقة التي يرتعد العالم منها قبل أن يدلي خليفتها ببيانه الأول، فالعالم يدرك أن الخلافة الإسلامية قادمة لا محالة وإن تصريحا واحدا من خليفة المسلمين يكفي ليدرك العالم أن كيان يهود في طريقه للزوال، وإلى ذلك اليوم القريب بإذن الله فإن مئات التصريحات من الأنظمة العميلة ومن السلطة الخائنة لن تأخذ بعين الاعتبار وستبقى شاهدة على خيانتهم وتبعيتهم ليحاكموا عليها في كنف الخلافة .