دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين الإدارة الأمريكية إلى الرد على رفض الحكومة الإسرائيلية وقف البناء الاستيطاني في القدس المحتلة.
وقال عباس ردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول تصريحات إسرائيلية تؤكد استمرار الاستيطان في القدس، أي إعلان الحكومة "الإسرائيلية" عن بناء 14 وحدة غداة بدء المحادثات غير المباشرة، إن الإدارة الأميركية أعطتنا وعودا وقالت لنا كلاما وقالت للجانب الإسرائيلي كلاما فعلى الإدارة الأمريكية أن تجيبنا وترد على مثل هذه الأمور.
وتابع: أرجو ألا يساء الفهم أننا عندما نتحدث عن إقامة دولة فأننا سنعلن ذلك من طرف واحد بل نريد ذلك بعد التوصل إلى اتفاق.
*******
في تجسيد واضح لسياسة الاستخذاء، يستجدي رئيس السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية لترد على كيان يهود، وفي انسلاخ تام عن الأمة الإسلامية يبتغي عباس العزة من أعداء الأمة الذين يواصلون قتل المسلمين ونهب ثرواتهم وتقطيع أوصال بلادهم.
يتحدث عباس إلى قاتل المسلمين في العراق وأفغانستان، ويناشده للرد على كيان يهود بعد البدء بالمفاوضات الغير مباشرة بناء على تعليمات الإدارة الأمريكية، ويخشى عباس من أن يساء فهمه، فيُظن أنه تجاوز حدود التعليمات الأمريكية، ويؤكد على عدم نيته إعلان "دولة من جانب واحد".
لم تبق الإدارة الأمريكية لرجالات السلطة أي هامش من المناورة حتى في التصريحات، وبات التقيد بالتعليمات الأمريكية واضحا لا لبس فيه، و لا يجرؤ عباس ومن حوله على مخالفة الأوامر، فذهبوا إلى مفاوضات غير مباشرة وقد حاولوا التستر على استخذائهم بغطاء عربي تارة وبالقول بوجود ضمانات شفهية من أمريكا تارة أخرى، وتأتي الأحداث سريعة لتكشف عوراتهم وتبعيتهم المستمرة .
إن التبعية لأعداء الأمة لن تعود على صاحبها إلا بالخزي والذل في الدنيا، وسخط الله وعذابه في الآخرة، وإن مصير مشرف وغيره ممن باعوا أنفسهم للشيطان يجب أن يكون عبرة لهؤلاء، فمصالح الإدارة الأمريكية تأتي في المقام الأول ولن تلتفت إلى أتباع باعوا أنفسهم رخيصة للغرب، فليعلم عباس ومن حوله أن ليس لهم عند الولايات المتحدة سوى رواتبهم ما داموا موظفين لديها، وستقذف بهم إلى خارج الحلبة السياسية بعد استخدامهم كقفازات لأعمالها القذرة في أرض المسلمين.
لقد آن الأوان لأهل فلسطين أن يدركوا حقيقة هذه السلطة المتخاذلة، وأنها لن تجلب لهم سوى الذل والتبعية ومزيدا من التنازل والتفريط.
وإن حزب التحرير يتوجه إلى الأمة الإسلامية لإقامة الخلافة الإسلامية التي ستحرر فلسطين وتقتلع هذا الكيان الغاصب مرة والى الأبد، وهو يصل ليله بنهاره للعمل على إقامة الخلافة الراشدة ويتوجه لأهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين لينصروا دين الله وليس نداء الحزب في باكستان بالأول ولا الأخير حتى يظهر الله دينه وتعلوا راية العقاب خافقة تخر لها البنود، وهذه هي الطريقة الشرعية .. طريق العزة الوحيد، ومن يبتغ العزة عند الولايات المتحدة لن يجد سوى ما وجد رجالات السلطة من ذل وصغار يزكم الأنوف .