تحت عنوان "كلينتون تستبق "المتابعة" بالدعوة لمباحثات مباشرة"، نقل موقع سي إن إن بالعربية يوم أول أمس 30/4/2010 خبر الدعوة الأمريكية لإجراء "محادثات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، في ضوء نتائج المحادثات "غير المباشرة"، واعتبر الموقع أن وزيرة الخارجية الأمريكية استبقت بتلك الدعوة الاجتماع المرتقب للجنة متابعة "مبادرة السلام العربية".
فيما نقل موقع رويترز عن كلينتون قولها للصحفيين "سنبدأ المحادثات غير المباشرة الأسبوع القادم، وأن "الولايات المتحدة تتوقع دعم وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقرر يوم السبت للمحادثات الجديدة وهو ما من شأنه أن يوفر للرئيس الفلسطيني محمود عباس الغطاء السياسي لاستئناف المفاوضات غير المباشرة"، وأكد صائب عريقات "أن الجانب الفلسطيني سينتظر نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم السبت وكذلك اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأسبوع القادم".
وبالفعل، لم يخيّب الوزراء العرب "حسن ظن" أمريكا بهم، فبصموا، ومن ثم سارع رئيس السلطة الفلسطينية للإعلان هذا اليوم أن "المفاوضات ستبدأ فورا".
وإزاء ذلك كله صرح الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين قائلا:
إن كلينتون التي تعلن بكل ثقة عمّا سيتمخض عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين يمثلون حكام الدول العربية، قبل اجتماعهم لتؤكد أنْ لا قيمه لهؤلاء الحكام ولا اعتبار لوجودهم أمام القرارات الأمريكية، وأنهم مجرد شهّود زور لمباركة القرارات الأمريكية، وأن اجتماعاتهم هي لتوفير "الغطاء السياسي" لمشروع التنازل عن أرض فلسطين، الذي لا ترى السلطة الفلسطينية مشروعا سياسيا غيره، وتسعى لتنفيذه بإخلاص للقرارات الأمريكية.
ومع تنوع أوصاف المحادثات "المباشرة وغير المباشرة والجديدة" في سياق التغطية الإعلامية لهذا الخبر، يدرك المتابع أن تلك الأوصاف هي للتضليل السياسي للأمة الإسلامية وللترويج الإعلامي لمواقف القادة الذين تحركهم "امرأة" عن بعد ! وأن المفاوضات هي المفاوضات، وأن الحكام لا يملكون أي رؤية لمستقبل القضية الفلسطينية خارج سياق المشروع الأمريكي، وإذا سئلوا عن رؤى بديلة تفننوا في تشتيت الحديث.
وكعادته، يعمل عرّاب المفاوضات في السلطة الفلسطينية على ترقيع الصورة المهترئة لواقع السلطة وانبطاحها، ولهثها نحو تنفيذ القرارات الأمريكية، بإرجاع الأمر إلى نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذين لا يملكون مخالفة ما قررته "المرأة" الأمريكية، وإلى إرجاع ذلك إلى لجنة تنفيذية يترأسها مهندس أوسلو نفسه، بينما تفضحه كلينتون وهي تقول أن الاجتماع المذكور يوفر للرئيس الفلسطيني الغطاء السياسي لاستئناف المفاوضات.
لقد تقررت الخيانة وتنفيذها يحتاج إلى غطاء لستر عورات المنبطحين أمام أمتهم !
وختم الجعبري بقوله إن أمة قادها الفاروق وصلاح الدين ومحمد الفاتح وعبد الحميد، لتستحق قيادات مخلصة تلقن أمريكا كيف يكون الرجال الرجال الذين يتخذون قرار الحرب ضد كل محتل لبلاد المسلمين، وينفذونه بعزة المؤمنين، وبصوت المنادي ينشد "حي على الجهاد"، وتستحق قادة رجالا يلقنون أمريكا أن قادتها من ذكور قبل النساء هم أهون من أن يصغي لهم الرجال القادة وهم ينصتون لكلام الله سبحانه: