وثيقة أمريكية روسية: السلام قبل السلاح النووي، السلام أولاً!!ً
التفاصيل
مرة أخرى تُبرز القوى الغربية هويتها الحقيقية وحرصها الدائم على أمن يهود، فقد كُشف مؤخراً عن وثيقة أمريكية روسية تقضي بعدم الحديث عن سلاح "إسرائيل" النووي ما لم تحل قضية الشرق الأوسط وتدخل الأنظمة القائمة في العالم العربي والإسلامي في "السلم" والتطبيع كافة.
إن هذه الوثيقة تؤكد حقيقة أن ملة الكفر واحدة وان تباين المصالح بين أمريكا وروسيا وحتى دول الإتحاد الأوروبي لا يؤثر على توجهاتها واتحادها في حرب المسلمين.
كما كشفت هذه الورقة عن مدى استخفاف هذه الدول بالأنظمة العربية الخانعة الذليلة، ففي الوقت الذي تستعد لجنة المتابعة للمبادرة العربية لإقرار عودة السلطة لأحضان المفاوضات مع كيان يهود خضوعاً وانقياداً للأوامر الأمريكية، تأتي هذه الوثيقة لتؤكد لكل ضعاف النظر وللمرتمين في أحضان أمريكا والمتعلقين بوعودها الكاذبة، أن أمريكا هي أمريكا وأنها لا تقيم وزناً لكل المسلمين وأنها تناصبهم العداء علاوة على أن تهتم بشؤون أهل فلسطين أو تتبنى قضاياهم كما تروج لذلك السلطة المفرّطة.
ثم ما الذي يعنيه رفض الجامعة العربية لهذه الوثيقة؟ هل يعني أنها ستترك ما تسميه زوراً بالوساطة الأمريكية جراء انحياز أمريكا بل مناصرتها ودعمها المباشر ليهود؟! هل ستترك هذه الأنظمة المبادرة الأمريكية المسماة بالمبادرة العربية وتلقي بها في مزابل التاريخ؟! أم أن هذه الأنظمة لا تملك من أمرها من قطمير؟! وأن ردود فعلها لا تعدو تمثيلاً سيء الأداء والسيناريو؟! وإلاّ أليست هذه الأنظمة هي من حمى كيان يهود طوال ستة عقود منصرمة فكانت أنفع ليهود من سلاحها النووي؟!! أليست هذه الأنظمة هي من غالت في الدفاع عن يهود وحمايتهم بملاحقتها لكل من يفكر بمقاومتهم ولو على صعيد فردي متواضع؟!! بل وملأت السجون بمن تصفهم بالمحرضين ضد يهود؟!! فعلام تخشى الجامعة والأنظمة العربية من السلاح النووي "الإسرائيلي" وهي الدرع الحامي ليهود؟ّّ!!
إن الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين- لو كانت صادقة في مزاعمها- بدل أن تندب حظها لأعدت العدة وجهزت جيشاً عرمرماً يُنصر بالرعب مسيرة شهر، لكن أنى لمن مرد على النفاق أن يقف مواقف العزة؟! أنى للعبيد أن يقفوا مواقف الأشراف؟! أنى للعملاء أن يقفوا مواقف القادة؟!!
إن الأمة اليوم –وبإجماع اعترف به العدو قبل الصديق- ترى في هذه الأنظمة جسماً غريباً عنها، وحجم الهوة بين الأنظمة والأمة جراء مواقف هذه الأنظمة المتخاذلة تتسع يوماً بعد يوم، وهذا الذي يقلق الدول الغربية الاستعمارية ويدعو للخوف والقلق من أن ينقض أبناء المسلمين المخلصين على أتباعهم السوقة الذين تآمروا على الأمة طوال ثمانية عقود أو يزيد.
فهل تفلح تلك الجهود عن ثني الأمة عن غايتها أم أن الخلافة قد آن أوانها؟