وقالت كلينتون في خطاب بمركز دانيال أبراهام للسلام في الشرق الأوسط في واشنطن إن من مصلحة العرب المضي قدما في مبادرة السلام العربية مع أفعال وليس خطابات فقط، وتسهيل مواصلة المفاوضات للفلسطينيين.
وانتقدت الوزيرة الأميركية تهديد بعض الدول العربية بسحب مبادرة السلام العربية كلما كانت هناك صعوبات.
وللتعليق على هذا الخبر نتناوله من زوايا ثلاث:
أولها: أن الإدارة الأمريكية تقف من قضية الشرق الأوسط مواقف متباينة تنبأ باضطراب هذه الإدارة في تعاملها مع هذا الملف الشائك، فتارة يعلن الرئيس أوباما أنه لن يفرض حلولاً على الأطراف المتنازعة، وتارة تتحدث وزيرة الخارجية عن أن ملف الشرق الأوسط سيتعامل معه الرئيس كقضية أمن قومي، وتارة تحث كلينتون الأطراف على بذل جهود حثيثة لاستئناف المفاوضات، وتارة تعلن الإدارة الأمريكية أن علاقتها مع "إسرائيل" تمر في أزمة، وتارة يخرج أوباما نافياً ذلك وأن لا أزمة مع "إسرائيل" والمسألة لا تتعدى خلافاً في وجهات النظر.
ثانيها: إن الثابت أن أمريكا منشغلة الآن في ملفات أكثر سخونة كالأزمة المالية ولعل فضائح غولدمان ساكس الأخيرة عارض من عوارض استمرار هذه الأزمة، أو كأفغانستان التي باتت كابوساً يقض مضاجع الإدارة الأمريكية، أو حتى العراق التي عجزت أمريكا إلى الآن أن تثبت لها قدماً راسخة فيها، لذا فلا يعدو اهتمام هذه الإدارة أو تصريحات قادتها وسياسييها بشأن الشرق الأوسط سوى بقاء الإمساك بزمام القضية خشية تخطي كيان يهود للحدود المتاحة والمسموحة له مما يخلق لها الأزمات المتراكبة والمعقدة في المنطقة.
ثالثاً: برغم أن التلويح بسحب المبادرة العربية المخزية للسلام يعد موقفاً يتجاوز أدنى دركات الذل والعار، لأن المبادرة العربية بحد ذاتها هي وصمة عار في جبين الحكام وهي مبادرة أمريكية ألبست ثوباً عربيا زوراً وبهتانا، برغم ذلك كله إلا أن كلينتون تريد من هؤلاء الحكام أن يتفانوا في خدمة المخططات الأمريكية فلا تريد منهم أي تهديد مهما كان كاذباً أو سخيفاً فما على الحكام سوى السمع والطاعة المطلقة. كما أن كلينتون قد سئمت من خطابات الحكام المعسولة بعبارات السلام والتطبيع والمحبة ليهود فتريد منهم تجاوز هذه المرحلة سواء بحل القضية أو بدون ذلك وأن يباشروا التطبيع والتخاذل عملياً دون عوائق.
لقد بلغت ذلة الحكام مبلغاً عظيماً مما أطمع فينا القريب والبعيد وجعلنا أضحوكة بين الأمم، ولقد بات اقتلاع هؤلاء والإتيان بخليفة راشد يقودنا بكتاب الله وسنة رسوله واجباً أكثر من أي وقت مضى فكل لحظة تحياها الأمة تحت حكم هؤلاء تزداد ذلة ومهانة عظيمة وتتجرع خلالها أصناف فريدة من أصناف وصروف العذاب.
لقد آن الأوان لأهل القوة والمنعة لأحفاد سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة أن ينصروا العاملين للخلافة حتى يسير بنا أمير المؤمنين نحو فلسطين فيقطع دابر الذين ظلموا، إنه زمان النصرة فليتسابق أصحاب القوة والمنعة لينالوا المكانة العظيمة والأجر والثواب الجزيل. فلمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
18-4-2010
*****