تناقلت وسائل الإعلام خبرًا مفاده أن لجنة خبراء الآثار التابعة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- المكلفة بإعداد تقارير حول الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى، ستعقد اجتماعا لها في مقر المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية في دمشق، يومي 4 و5 أبريل 2010م.
ويأتي هذا الاجتماع كما أفادت وكالة معًا للرد على الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى، وقرارها ضم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، إلى قائمة التراث اليهودي.
***
أسلوب جديد للرد على محاولات هدم المسجد الأقصى ينجلي بعبقرية من دولة الممانعة المدّعاة سوريا، يتمثل في إصدار تقرير حول ما تقترفه دولة يهود من مصائب في المسجد الأقصى فوق الأرض وتحت الأرض، ليس لإعداد العدة لإنقاذه أو شحن الأمة للجهاد وإعلان النفير العام وإنما لرفع التقرير للمؤسسات الدولية لأن أفعال "إسرائيل" تخالف القانون الدولي! ذلك القانون الذي يقر باحتلالها لأرض المسلمين ويعتبره عملاً شرعيًا.
إن هذا الاجتماع الذي يعقد برعاية وزير الآثار السوري من قبل منظمة للتربية والعلوم والثقافة يعطينا تصورًا واضحًا عن مكانة الأقصى عند دولة الممانعة المزعومة والدول الأخرى، فهي تتساوى مع مكانة أي مكان أثري آخر، فلذلك قفزوا بمظلات منظمة المؤتمر الإسلامي عن حقيقة قدسية المسجد الأقصى ومكانته من عقيدة المسلمين بكل صفاقة ..
والسؤال المطروح هو هل المطلوب قياس عمق الحفريات ونوعيتها بإذن ممن يرتكبها ثم التفرج على حسن إعداد التقرير بينما تمضي الحفريات ويمضي الاحتلال دون عائق يُذكر؟
وهل حقاً تحتاج هذه الحفريات إلى تقارير إضافية؟ ألم تعد السلطة الفلسطينية التقارير وتقدمها لجامعة الدول العربية التي استنفرت واستنفرت ثم قدرت ثمن الأقصى بنصف مليار دولار؟!
ألم يقل تقرير السلطة أن المسجد الأقصى أصبح معلقاً بالهواء نتيجة الأنفاق التي تمر من تحته؟!
ثم ألم تحدث انهيارات عديدة في مدينة القدس ومنها انهيار في ساحة المسجد الأقصى في شباط/ فبراير 2008م؟!
فهل بعد ذلك نحتاج لاجتماعات وتقارير؟
وماذا لو خرج التقرير بنتيجة أن المسجد الأقصى المبارك على وشك الانهيار، وهي حقيقة لا تحتاج لتقارير؟! فماذا سيكون موقف دولة الممانعة العتيدة؟ هل ستحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين؟ أم أنها ستصمت صمت العبد الذليل أم سيلقي علينا بشار محاضرة في الفلسفة؟
إن هذا الأمر يحتاج إلى مجلس حرب لا إلى مجلس خبراء آثار، فبالجهاد وحده يمحق الله على أيدي المؤمنين دولة يهود.
أيها المسلمون من القوات المسلحة :
من فلسطين الأسيرة .. الجريحة .. المغتصبة، من أرض أسرى إليها نبيكم، وصلى بالأنبياء، وعرج إلى السماء، من أرض بارك الله فيها وحولها، من أرض تحتضن المسجد الأقصى نخاطبكم:
آالله أكبر أم حكامكم؟
آالله أكبر أم أميركا و"إسرائيل"؟
آالإسلام أعز أم دنياكم؟
أجهزتم جوابًا لله؟
ماذا فعلتم لديني وقد خلقتكم لعبادتي؟ ماذا فعلتم للأقصى الذي باركته وقد أمرتكم بالجهاد؟ هل حجزتكم أموالكم وأولادكم وقد أخبرتكم أنها فتنة؟ أم رضيتم بحياة ذل لكم ولأحفادكم مغيب فيها شرعي مرفوع فيها الطاغوت؟ هل استنقذتم المسلمات من براثن العلوج وقد استنصروكم وأمرتكم بالنصر؟
إن الواجب معروف لا يحتاج لتعريف، عليكم بحكامكم الذين أذلوكم وعطّلوا قوتكم أزيحوهم عن صدر الأمة وأعيدوا سيرة زنكي وصلاح الدين وقطز وبيبرس وفوزوا بمرتبة الأنصار وإلا فهي الخسارة في الدنيا والآخرة.
وإن الله قد وعدكم وتوعدكم، وإن حكامكم وأولياءهم من الدول المستعمرة قد وعدتكم وتوعدتكم، فاختاروا ..
اختاروا بين وعد الله ووعد الشيطان، اختاروا بين وعيد الله ووعيد البشر.