في تصريحات له أكد الأمين العام للجامعة العربية أن ("إسرائيل" سرقت الفرصة! المهم أن تعاد الأمور إلى ما كانت عليه حتى تسير هذه المفاوضات المطروحة، فعلى الأقل نرى شيئا ظهر في الأفق بشكل إيجابي")
وعن الدور الأمريكي قال موسى (إن لأميركا دورا كبيرا ورئيسا ومهما جدا والاجتزاء في الاقتباس أعتبره خطأ، ولذا أرى أهمية الاستمرار في إقناع أميركا وأوروبا، لأن دورهما رئيس في وقف التدهور الذي يحدث في الأراضي المحتلة لتمكين أي جهود سلام من التحرك للأمام. وفي الحقيقة، إن بيان العرب في 2 آذار (مارس)، كان غاية في الأهمية والموقف واضح جدا ومتسق وبه نوع من الخط الواحد الذي نسير فيه من دون أن نتراجع أو نتنازل أو نبعد عن السياسة والدبلوماسية الرصينة التي نحاول إتباعها بصرف النظر عن الانتقادات، لأننا نحن أيضا ننتقد الوضع، والجميع قال لا حاجة للتفاوض في ظل عدم تقدمه، وقد أكدنا على ذلك وقلنا إنه على الرغم من عدم الاقتناع بالتفاوض مع "إسرائيل"، فإننا نعطي الفرصة لـ120 يوما)
*****
لا يخجل عمرو موسى وهو يسوق للمشاريع الأمريكية، فيرضخ لها بل ويقدم الغطاء الشرعي طوعاً لمسار المفاوضات غير المباشرة بناءً على طلب أمريكا، ولا يشعر بالخجل وهو يشاهد كيان يهود المغتصب يبطش بأهل فلسطين ويهوّد القدس فيخليها من سكانها المسلمين ويفتتح كنيساً على أعتاب المسجد الأقصى بل ويقتحمه صباح مساء فيصيب ويطرد من فيه من المعتكفين ويعلن عن بناء آلاف الوحدات السكنية ويقرر هدم أحياء كاملة للمسلمين. وكل الذي يقلق ويزعج موسى هو تضييع يهود لهذه الفرصة أو سرقتهم لها على حد وصفه، متغافلاً أن ما أسماه بالفرصة لم يكن قراراً عربياً ذا سيادة بل كان قراراً أمريكيا، بل إنه وفي الوقت الذي كان يعلن فيه موسى عن عدم البدء وتوقف المفاوضات غير المباشرة كان البيت الأبيض يؤكد أن لا قرار رسمي بوقف هذه المفاوضات مما يعطي تصوراً واضحاً لكل بصير أو حتى لضعاف النظر أن القرار الذي يسمّيه موسى عربياً ليس سوى قرار أمريكي بغطاء أو بثوب عربي كاذب مخادع.
لو لم يكن موسى مجرد موظف لدى الإدارة الأمريكية لخجل أن يضع قضايا من ينطق باسمهم، وهم يربون عن 300 مليون عربي ومن خلفهم أكثر من مليار وأربعمائة مليون مسلم، في السلة الأمريكية، وأن يجعل مصير مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم رهينة السيد الأمريكي أو رهينة مفاوضات تفريطية.
بل لو لم يكن موسى مجرد موظف لدى الإدارة الأمريكية لأصابه العار والشنار ولانتفض جراء بقاء فلسطين ساعة تحت نير الاحتلال، ولكن أنى لمن تجمد الدماء في عروقهم وفقدوا أدنى معايير الإحساس بالعزة والكرامة والانتماء لأمتهم أن يقفوا مواقف الرجولة والإباء؟!!
إن السياسة العربية التي يصفها موسى بالرصينة ليست سوى خيانة لقضايا الأمة، وإن الجامعة العربية، بقممها وقراراتها، ليست سوى أداة استعمارية تتقاذفها كل من أمريكا وأوروبا. وإلا كيف ترى تلك "المفرقة" أن السلام هو الخيار الإستراتيجي وتترك فلسطين بمقدساتها وأهلها تتلاشى يوماً بعد يوم؟!! وهي لا ترى بديلاً عن المفاوضات سوى المفاوضات؟!!
إن على الأمة أن تدرك أن لا خيار لها سوى الخلافة لتنقذ بها مقدساتها وتحرر أرضها المحتلة، وها هي الأيام والسنون تزيل كل شائبة أو غشاوة غطت أو ضللت الأمة عن خيارها الوحيد، فما على الأمة إلا أن تلتف حول العاملين للخلافة وتآزرهم وتحاذيهم في العمل لعل الله أن يأذن بالفرج القريب.