ta3leeq26124

قال رئيس أركان جيش كيان يهود هرتسي هاليفي إن المعركة في قطاع غزة ستكون طويلة؛ مؤكداً الحاجة إلى قوات الاحتياط مجدداً، وذلك بعد مقتل 24 جندياً في يوم واحد في عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية.

وفي السياق ذاته، قالت هيئة البث لكيان يهود إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزراء حكومته أن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة ستستغرق 6 أشهر، وأضافت الهيئة أن نتنياهو أوضح أن الأمر سيستغرق 6 أشهر حتى ينهي الجيش المرحلة الثالثة من الحرب التي بدأت بالفعل في شمال قطاع غزة.

ونقلت عن نتنياهو قوله للوزراء في اجتماع أمس: كما قلنا مسبقاً، إن المرحلة الجوية ستستمر 3 أسابيع وهكذا كانت، وكما قلنا إن المرحلة الثانية ستستمر 3 أشهر وهكذا كانت، وهكذا نقول إن المرحلة الثالثة من تثبيت السيطرة والتطهير ستستمر 5 أشهر، وفق تعبيره. (الجزيرة "بتصرف بسيط"، 2024/1/23)

كما هو ظاهر منذ اليوم الأول لهذه الحرب الهمجية فإن كيان يهود وضع لنفسه أهدافاً وجعل الوصول لها يتضمن تدمير كل مظاهر الحياة في قطاع غزة ودفع أهلها للهجرة وقتل وإصابة أكبر عدد ممكن منهم بغاية الانتقام والضغط عليهم لتهجيرهم، وهو ماضٍ في هذه السياسة ولم يتراجع عنها خاصة في ظل اطمئنانه لخيانة الأنظمة في بلاد المسلمين والتزامهم بالتوجه الأمريكي القائم على حماية كيان يهود، وأيضاً اطمئنانه للصمت الإيراني وأداته في لبنان المنضبط بالتوجه الأمريكي المانع لتوسع الصراع ومستنداً في حربه المسعورة للرأي العام عنده المتعطش للدماء والإجرام، والمؤسسة العسكرية والوسط السياسي الداعم لحرب الإبادة الحاصلة طمعاً في تحصيل أمان مستقبلي على كافة الجبهات وترميم الضرر الذي أحدثته ضربة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023!

وحتى يضمن كيان يهود استمرار الحرب جعلها حربَ وجودٍ فأطلق عليها "حرب الاستقلال الثانية" و"حرب الانتصار اللازم للقدرة على العيش في الشرق الأوسط" و"حرب وجود"... واستغل الظروف المحيطة بهذه الحرب للتفلت الجزئي من الرؤية الأمريكية المتعلقة بمراحل الحرب وربطها بإعادة تسليم قطاع غزة في النهاية للسلطة الفلسطينية، وفي المقابل اختار إكمال الحرب رغم الخسائر الكبيرة التي يتكبدها في قطاع غزة، وهذا يفسر تصريحات رئيس الأركان وكذلك مجلس الحرب ورئيس الوزراء.

على الأمة الإسلامية أن تدرك عظم الخطر على أهل فلسطين بشكل عام وعلى أهل غزة بشكل خاص ومرحلي، وأن هذا الكيان المجرم ماضٍ في إجرامه رغم خسائره وغوصه أكثر في وحل قطاع غزة وصعوبة الحسم في ظل صمود المجاهدين وتضحياتهم، وهذا يوجب على الأمة أن تتخذ نصرة أهل فلسطين قضية وجود كما يتخذ كيان يهود إكمال حربه الإجرامية قضية وجود، وأن تعمل من فورها مع حزب التحرير لإسقاط الأنظمة العميلة وإقامة دولة الخلافة التي تحرك الجيوش - العاجزة إلى الآن عن كسر قيودها - لنصرة أهل غزة وتحرير الأرض المباركة لا أن تجلس الأمة خلف شاشات التلفاز تنتظر وتقامر بمصير أهل فلسطين - كما يريد لها الإعلام - فتبقى في حالة ترقب أملاً في أن يصل كيان يهود لمرحلة العجز العسكري فيوقف الحرب! فهذا عوضاً عن أنه قد يستغرق عدة شهور في ظل عملية إبادة وتدمير لا تتوقف للحظة واحدة، عوضاً عن ذلك فهو يعني الذهاب للمخرج الأمريكي الذي يتضمن إعادة إحياء مشروع الدولتين الخياني بتسليم قطاع غزة للسلطة بعد تقويتها وإعادة ترتيب أوراقها!

26-1-204