وافق البرلمان البريطاني على خطط تصنف الجماعة السياسية الإسلامية حزب التحرير كمنظمة إرهابية. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مشاركة المجموعة في تنظيم مسيرات في لندن، خاصة إلى جانب المسيرات المؤيدة للفلسطينيين خلال الصراع بين (إسرائيل) وحماس. دعم كل من مجلس العموم ومجلس اللوردات هذه الخطط، ما مهد الطريق لدخول الحظر حيز التنفيذ على الفور. اعتباراً من الغد، سيتم اعتبار الانتماء إلى حزب التحرير أو الدعوة إلى دعمه أو عرض رموزه في الأماكن العامة جريمة جنائية. (صدى البلد)
يواصل الغرب بكل ألوانه وأطيافه وخلفياته التكشير عن أنيابه التي لطالما حرص على إخفائها عن العالم ولا سيما عن المسلمين، إذ تبخرت كل شعارات الحرية وحقوق الإنسان والعالم الحر والتعددية الحزبية والديمقراطية بسرعة البرق، كما لو أنها قطرات ماء تساقطت على صفيح نار يغلي فتطايرت سريعا لتثبت أنها لم تكن أكثر من وهم وسراب وأكاذيب تغنّى بها الغرب وسوّقها للعالم من أجل استعماره ومص دماء شعوبه تحت مظلتها، ولم تكن للتطبيق أو الاعتناق.
فالحرب الوحشية على غزة المكلومة لم تبق للغرب ورقة توت يتستر بها، ففي الوقت الذي أجمعوا أمرهم على إمداد كيان يهود بالدعم العسكري والسياسي والمادي والمعنوي، ليمعن في قتل وإبادة وسحق المسلمين والأبرياء والأطفال والنساء والحياة في غزة، من أجل الحفاظ على قاعدتهم العسكرية المتقدمة (كيان يهود) في خاصرة الأمة الإسلامية، في عمق العالم الإسلامي، وبرروا لأنفسهم تلك الوحشية وذلك الدعم، رغم أنه لا يجمعهم لا دين ولا ثقافة ولا عرق ولا لغة، وليس هناك ما يتذرعون به من أجل ذلك الدعم، كأن يقولوا نحن من دين واحد أو عرق واحد أو ثقافة واحدة أو لغة واحدة، أو على الأقل يتذرعوا بلغة العدل والإنسانية والحقوق، ومع ذلك سيروا الجسور الجوية لمد يهود بالمتفجرات والصواريخ والقنابل التي أحرقت الأخضر واليابس، وخرج رئيس وزراء بريطانيا نفسه من بين أحضان تلك الصواريخ والمتفجرات التي أحضرها بنفسه على متن طائرة نقل حربية، وكل ذلك بالنسبة لهم عادي ولا غضاضة فيه، ولا يعدونه إرهابا ولا وحشية، رغم أنه يقع في رأس قمة الإرهاب والوحشية بقتل الأبرياء والأطفال والنساء، وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد.
وفي المقابل، اعتبر هؤلاء الصليبيون بأن مناصرة المسلم لأخيه والتعبير عن دعمه لمن يجتمع معه في الدين واللغة والعرق والثقافة والدعوة لنصرته ولو كانت مجرد دعوة باللسان والفكر والحجة عملا إرهابيا استدعى حظر الحزب واعتباره منظمة إرهابية!! فيا للعجب! من يدافع عن المظلوم والمسحوق اعتبروه إرهابيا، أما من يمد المجرم بالقنابل والسلاح فهو حمامة سلام!!
هذه هي السنوات العجاف التي طال أمدها على الأمة الإسلامية؛ غرب مجرم بلا قيم ولا مبادئ ولا إنسانية، قلب الحق باطلا والباطل حقا، وكشر عن أنيابه غير آبه بصورته ولا بشعبه ولا بالعالم، وهو كربيبتهم كيان يهود يستعلجون المواجهة مع الأمة الإسلامية ولقاء المفاصلة القادم قريبا إن شاء الله، حيث يزهق الله الباطل والظلم والاستعمار، ويحق الحق وينصر الإسلام والمسلمين، ليعودوا سادة الدنيا وقادتها نحو العدل والسعادة والطمأنينة. ولن ينفع بريطانيا ولا أمريكا ولا الغرب كله كل ما يفعلونه للحيلولة دون نهضة الأمة وعودتها إلى مقعدها، فنصر الله آت ولن يرد قضاءه قوة على وجه الأرض، وإنا وإياهم غدا لمتقابلون، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.
20/1/2024