في شارع البساتين بمحيط مخيم جنين، قام جنود كيان يهود اليوم الأربعاء بقنص الطفلين آدم الغول (8 أعوام) وباسل سليمان (15 عاما) وإعدامهما بدم بارد، وفي سياق قريب كانت قد تحدثت السيدة فاطمة عويضة من مدينة غزة عن جريمة إعدام نساء عائلتها بعد وصول القناصين إلى شقتهم في منطقة تل الهوا خلال الدخول البري لقوات الكيان.
لم يترك كيان يهود لونا من ألوان الجرائم إلا وقام بها، حتى وصل الحال إلى استهداف الأطفال بالقنص كما استهدف المستشفيات بالقصف، وبعد أن كان يغطي جرائمه بغطاء من الأكاذيب والمبررات، صار يرتكب جرائمه عارية عن المبررات وبكل وحشية ووقاحة، وبتجرد تام من أية "أخلاق" أو "أعراف" أو "إنسانية" تعارف البشر عليها في الحروب، وهو يقوم بتلك الهمجية على عين الغرب الكاذب المنافق وبرضاه، بل وبشراكه منه وتغطية وإمداد بالدعم والسلاح، ليصدق فيهم قول الله تعالى (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ).
لقد وصفهم الله تعالى في مواضع كثيرة في كتابه العزيز بالمفسدين، والفساد طبيعة في كيانهم، ولذلك سيبقى فسادهم ما دام لهم كيان يتنفس، وسيبقى إجرامهم وستستمر وحشيتهم ما دامت لهم قوة وظهور، وما لم يكن حل مشكلتهم وإنهاء جريمتهم هو باجتثاث هذا الكيان المجرم، فإن أي حل يبقي كيانهم موجودا وأي تسوية تقبل ببقائه، لن تعني إلا تأجيل الجولات المقبلة من جرائمه.
إن "أخلاق قنص الأطفال" وإنسانية "قصف المستشفيات" و"حقوق الدفاع عن النفس" بهدم المساكن على رؤوس المدنيين، هي أخلاق الغرب الحقيقية وربيبتهم من كيان يهود، وإن تجربة المسلمين معهم في حروبهم القديمة والحديثة كما تؤكد حقيقتهم، فإنها تؤكد كذلك حاجة المسلمين، بل حاجة البشرية برمتها للإسلام ولرحمته وأخلاقه، ولدولته من جديد، فقد عانى من غيابها أهل الأرض المباركة والمسلمون، كما عانى منها بقية البشر والشجر والحجر، ونسأل الله عز وجل أن يكون ظهور الإسلام بقيام دولته قريبا، إنه سميع مجيب.
29-11-2023