خلال أقل من 48 ساعة تعرض أهل فلسطين إلى القتل والقصف بالطائرات والحرق بهجمات المستوطنين والتصفية والجرح بالرصاص من قبل جنود الاحتلال ومستوطنيه، في مختلف المناطق في الضفة، فمن جنين ومخيمها الذي اقتحمته قوات الاحتلال فأصابت زهاء المائة جريح وقتلت 6 شهداء، وقصف الليلة سيارة بالطائرات واغتالت من فيها، إلى ترمسعيا -رام الله التي هجم عليها مئات المستوطنين فحرقوا البيوت والسيارات وأصابوا العزل من الناس، إلى حوسان- بيت لحم، وعوريف – نابلس ، وكفر مالك – رام الله، وبرقة نابلس، ويعبد والجلمة- جنين، وغيرها من الهجمات والاعتداءات في مختلف مناطق الضفة، أي أن هجمات وعدوان يهود على طول الضفة وعرضها، وبشتى الوسائل القتالية، من الجنود إلى الدبابات والطائرات المروحية وحتى الطائرات المسيرة، وإزاء كل هذه الغطرسة والعدوان لم يخرج من رئيس السلطة ورئيس وزرائه إلا ما يثلج صدور يهود ويطمئنهم على أنهم بأيد أمينة فلا خوف عليهم، فساء ما يفعلون!
فكل ما قام به عباس تجاه كل هذا العدوان هو اتصال هاتفي مع رئيس بلدية ترمسعيا، وكأن ترمسعيا وأهل فلسطين ينقصهم فقط مواساة عباس لهم!!
وأما اشتية فبذل أكثر من رئيسه إذ ذهب في جولة تفقدية بعد أن احترقت البلد وسيارتها وأصيب من أصيب وأخمدت الحرائق، ذهب في جولة تفقدية ليلتقط الصور!!
أي خزي هذا الذي يسربل السلطة وأجهزتها الأمنية؟!
لقد قالها صراحة ذلك الحاج في ترمسعيا لرئيس وزراء السلطة اشتية، أمام الكاميرات، قال له: (عندكم 70 الف عنصر أمني مسلح فإما أن تحمونا أو تعطونا السلاح لنحمي أنفسنا).
نعم، السلطة تلاحق وتسجن وتعذب كل من يحمل السلاح في وجه يهود، وكل من تطاله يدها، فهو إما مقتول أو مسجون أو مطارد، فهذا شغل السلطة الشاغل، فقد جردت أهل فلسطين من كل أدوات القتال أو الدفاع عن النفس حتى، وأجهزتها الأمنية مشغولة بحفظ وحماية كيان يهود ومستوطنيه، وقادة ومسؤولي السلطة أنفسهم.
إن مصيبة أهل فلسطين في الاحتلال كبيرة، وهي كذلك إن لم تكن أعظم في السلطة الفلسطينية وحكام المسلمين، الذين جردوا أهل فلسطين والأمة من قوتها، وحبسوا الجنود والجيوش ليحموا كيان يهود وعروشهم، بدلا من حماية أهل فلسطين وتحرير الأرض المباركة.
يوما بعد يوم تثبت الحوادث والأيام بأننا في أمس الحاجة إلى أن تتحرك جيوش الأمة لتقوم بواجبها في نصرة فلسطين وأهلها، وأن ذلك هو السبيل الوحيد لوضع حد لمأساة فلسطين وأهلها.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين
21/6/2023