جدة-معا- جدد إعلان جدة الصادر عن الملوك والرؤساء والقادة العرب، في ختام قمتهم الثانية والثلاثين بالمملكة العربية السعودية، التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية
للدول العربية، باعتبارها أحد العوامل الرئيسة للاستقرار في المنطقة. وشددوا على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وإيجاد أفق
حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وفقاً للمرجعيات الدولية وعلى رأسها مبادرة السلام العربية، والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي بما يضمن
إقامة الدولة الفلسطينية، المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كالعادة وكما هو متوقع، اجتمع أكابر المجرمين من حكام العرب، ومعهم هذه المرة جزار الشام، بشار، ليؤكدوا على المعزوفة المشروخة التي باتت وصمة عار على
جبينهم، (مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية).
فقد أكدوا على تمسكهم بمبادرة السلام العربية التي تمكن يهود من ثلاثة أرباع فلسطين مقابل دويلة هزيلة للسلطة الفلسطينية وتطبيع عربي شامل مع الكيان الغاصب، وأكدوا
على التمسك بالقرارات الدولية ذات الصلة والتي ترسخ الاحتلال وتثبت أركانه في الأرض المباركة فلسطين، وتجعل مطالبته بالرحيل أو الخروج من فلسطين جريمة
تستدعي تكتل المجتمع الدولي لمحاربة ذلك.
فأية عمالة وخسة ونذالة هذه التي اعتاد عليها حكام العرب؟! وهذه القمة أتت في ظل ذروة الاستفزازات والغطرسة التي يتصرف بها كيان يهود،
اغتيال للشهداء في غزة، وقصف وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وتدنيس للمسجد الأقصى في مسيرة التدنيس(الأعلام) مع شتم للرسول صلى الله عليه وسلم في باحات
المسجد الأقصى، ومع ذلك لم يصدر عن القمة شيء يُذكر تجاه هذه الغطرسة، ليطمئنوا بذلك قادة الاحتلال بأن لديهم الضوء الأخضر لفعل المزيد، وأن الأمور ما زالت تحت
السيطرة فبإمكانهم فعل المزيد.
حقا إن مصابنا عظيم، ومصيبتنا كبيرة في حكامنا العملاء المجرمين، فهم من مكنوا يهود من احتلال فلسطين، وهم من حفظوا أمنه وحدوده، وهم من يطمئنون قادته بعد
كل جريمة وغطرسة، وهم من يرسلون الرسالة تلو الرسالة ليهود بأنّ كل الحلول المطروحة لن تتضمن خوض حرب أو تسير جيش أو تعكير صفو الاحتلال، بل كلها
تدور حول السلام المذل، والتفريط المخزي.
آن للأمة الإسلامية أن تدرك أن أولى أولوياتها هو الإطاحة بالحكام وتحطيم عروشهم، فهم من أذلوا الأمة ومكنوا الاستعمار من أرضنا ورقابنا وديننا.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين
20/5/2023