في عملية شارك فيها أكثر من 200 جندي من جنود كيان يهود في اقتحام نابلس، اغتالت أيدي المفسدين في الأرض ثلاثة من الشبان الأبطال المجاهدين، نسأل الله عز وجل أن ينزلهم منازل الشهداء في جنانه وأن يتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة.
لقد باتت عمليات الاقتحام وتصفيات المجاهدين روتينا يمارسه كيان يهود، عدا عن جرائمه الأخرى، وتكرارا مقيتا يريد أن يوصل من خلاله رسالة للمجاهدين من أبناء فلسطين وأبطالها أنه لا أرض تقيهم ولا مأوى يحميهم، ورسالة إلى قطعان شعبه المذعور لعلها تجلب لهم بعض الأمن، ولكن هيهات هيهات، فأمنهم لن يتحقق ووجودهم النجس على هذه الأرض المباركة إلى زوال.
إن هذا التكرار من كيان يهود لجرائمه بهذه الوتيرة ما كان ليكون إلا لما اعتاده من تكرار في المواقف والردود على جرائمه من قبل الخاذلين المطبعين، والمنسقين المتآمرين من الأنظمة ومعهم السلطة، وهم يبعثون في مواقفهم برسالة مضمونها تماما كرسالة كيان يهود لأهل فلسطين وللمجاهدين، أنكم لن تجدوا أرضا تقيكم ولا ظهرا منا يحميكم، بل وأكثر من ذلك أن هذه الجرائم واستمرارها عقب قمتين أمنيتين في العقبة وشرم الشيخ وفي ظل قمة أمنية ثالثة مرتقبة ليوحي بل يؤكد أن هذه القمم لم تكن إلا تغطية للتصفيات وتنسيقا لاستمرار كيان يهود في جرائمه تلك.
إن كيان يهود إن كان يقتل أهل فلسطين بجرائمه، فإن أحلافه ومواليه من المطبعين المتآمرين في أنظمة العمالة يشعلون النيران كذلك في جسد الأمة ويشغلونها بنفسها حتى لا تكون ظهيرا ولا نصيرا لفلسطين وأهلها، ولولا ذلك لكان المسلمين في أقطار الجوار وحدها عوضا عن الأمة الممتدة قادرين على الرد على كيان ويهود بل واستئصاله وقلعه من جذوره ونجدة إخوانهم، ومن هنا فإن العدو لأهل فلسطين ولأمتهم جمعاء هو عدو واحد، وهو جبهة الشر المكونة من هذا الكيان المجرم وأولياؤه من أنظمة التآمر والتخاذل، وقضية أهل فلسطين ومعهم أمتهم هي قضية واحدة، وحلها واحد لا غير، يتمثل في خلع رقاب الحكام العملاء، وتسيير القوى المعطلة لخلع هذا الكيان الفاسد المفسد في يوم أو بعض يوم، وإن إخلاص الغاية لله ونقاء الراية لتكون تحت ظل الإسلام وحكمه ودولته لكاف بأن يقرب النصر والخلاص وان رآه البعض بعيدا (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
4-5-2023