aqsa 423
إطلاق للقنابل الصوتية والغازية، وتكسير للنوافذ والأبواب، وسحل وضرب للنساء وإهانة واعتقال للرجال، وتكسير وتخريب ومصاحف ملقاة على الأرض ودماء على السجاد، هكذا كان المشهد في المسجد الأقصى وخاصة في المصلى القبلي الذي حوله جنود يهود إلى ساحة حرب وتخريب، وبقيت قوات يهود في المسجد الأقصى قبل إفراغه من المعتكفين تمهيداً للطريق أمام المستوطنين لتدنيسه في ذكرى عيدهم المزعوم، وهو ما حصل صباحاً بعد إقتحام المستوطنين للمسجد وتدنيسه كما يفعلون يومياً.
لقد باتت هذه المشاهد والأحداث موسمية في شهر رمضان الكريم ومع كل عيد مزعوم ليهود وذلك على مرأى ومسمع أمة الإسلام والعالم أجمع، وكيان يهود لا يلقي بالا لأحد، وهو يخير المسلمين بين القبول بتقسيم المسجد الأقصى مكانياً بعد أن قسمه زمانياً أو أن هذه الأفعال الوحشية لن تغيب عن المشهد، وحكام المسلمين يتسربلون بخزيهم، وأمثلهم طريقة يزيد في مستوى الجعجعة علها تسعفه في إنتخاباته القادمة كما يفعل النظام التركي الذي يمتلك جيشا من أقوى جيوش العالم، أو يحذر من خطورة ما يحصل كما هو حال النظام الهاشمي الذي فقد الوصاية المزعومة حتى على السجاد الذي يرسله للمسجد الأقصى بعد أن تُحرقه قنابل يهود، أو يطالب المجتمع الدولي وغيره من مؤسسات الإستعمار للتدخل ويصدر بيانات الشجب والإستنكار كما تفعل بقية الأنظمة الخائنة لله ورسوله وللمؤمنين.
إن ما فعله كيان يهود قد تجاوز الخطوط الحمراء منذ زمن، ولمن لم يعترف بذلك من الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين تقول له الأرض المباركة ها هي قد اختلطت أصوات التكسير للمسجد بأصوت صراخ أعراض المسلمين من النساء المرابطات في المسجد الأقصى، بل وحتى بالدماء التي سالت بفعل الضرب للنساء على يد جنود يهود في مشهد من أقسى مشاهد الذل والتطاول على أمة الأسلام، ولكن يظهر أن قاموس الحكام الخونة صمم ليتسع لمزيد من الذل ولمزيد من تجاوز الخطوط الحمراء.
إن ما يحدث اليوم لهو صفعة لأمة الإسلام كاملة وليس لحكامها فقط، وما كان ليهود أن يتجرؤا لولا أنهم وجدوا حكاما خائنين مطبعين وافقوا لهم مسبقاً على منع الإعتكاف بالمسجد الأقصى، كما كشفت التفاهمات في العقبة وشرم الشيخ، وهذا يظهر أن الأمة مطالبة قبل التوجه إلى سفارات يهود المشرعة في بلاد المسلمين أن يتوجهوا للقصور الملكية والجمهورية لإسقاط الحكام الخونة وتحريك الجيوش فوراً لتحرير فلسطين، أما الذهاب للسفارات والإستنصار بأهل فلسطين المستضعفين أو المقاومة والهتاف لها وترك الحكام على عروشهم والجيوش في ثكناتها فهو العبث والتضليل بعينه والذي لا حاجة لأهل فلسطين به.
إن هذه الأحداث لتذكر بصرخات تلك المرأة من عمورية عندما قالت واه معتصماه، ولتذكر بإستصراخ المسجد الأقصى بصلاح الدين، فهل زال المغتصبون وحُفظت الأعراض وحررت فلسطين وفتحت عمورية بغير الجيش والعسكر؟ وهل ذاق المسلمون يومها العز الذي خلده التاريخ لولا وجود دولة الإسلام وخليفة المسلمين الذي حرك الجيش تحت صرخات الله أكبر كما حصل في حطين؟ وها هي الفرصة سانحة لأمة الإسلام لتسطر ذلك العز من جديد إن هي تحركت من فورها وكسرت الأغلال وأعلنت الجهاد لتحقيق بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون ..." وإلا بقي هذا الذل والعار حتى يأتي الله بمن هم أهل لهذا النصر والتمكين.
(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)
٥-٤-٢٠٢٣