طالب رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله محمود عباس، الأحد 28-2-2010، الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بإيقاف (إسرائيل) عن اعتداءاتها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية في فلسطين، داعيهم إلى إدانتها، وعقد مجلس وزراء السلطة اجتماعه في الخليل للوقوف في وجه تهويد الحرم الإبراهيمي من خلال "... اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الدولية من أجل إرغام "إسرائيل" على التراجع عن قرارها". كما قال الوزير اشتيه، وحصلت اتهامات متبادلة بين فتح وحماس حول فشل انعقاد المجلس التشريعي في رام الله الذي "... جاء من اجل مناقشة ودراسة ما يقوم به الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى ومدينة القدس وباقي المدن والمقدسات في الخليل وبيت لحم، " كما صرح الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس.
في الوقت الذي يقوم به كيان يهود بأعمال القتل في غزة وفي داخل وخارج المسجد الأقصى في القدس وفي كافة أنحاء فلسطين، وفي الوقت الذي يشدد فيه يهود قبضتهم على الحرم الإبراهيمي في الخليل، وعلى المسجد الأقصى، وعلى مسجد بلال بن رباح في بيت لحم، نجد أن الرد من السلطة الفلسطينية لا يتعدى الاستنكار والشجب ومناشدة أمريكا والمجتمع الدولي بالتدخل ليضغط على كيان يهود حتى يوقف اعتداءاته.
إن الذي جعل كيان يهود يمعن في القتل والتهويد والتخريب، هو هذا الاستخذاء من قبل أطراف السلطة الفلسطينية ومن قبل الحكام الذين تسلطوا على رقاب الأمة، فكافة الأطراف تستجدي العون من الأمم المتحدة التي أصدرت قرارات ظالمة بحق فلسطين والعراق وأفغانستان، وأمريكا التي يستجديها محمود عباس هي التي أمدت كيان يهود بالمال والسلاح وبالقرارات الدولية، وهي التي تنافس كيان يهود على قتل المسلمين واحتلال بلادهم في العراق وأفغانستان وباكستان،
وأما باقي أطراف المجتمع الدولي، فهم مثل أمريكا يكتوي المسلمون بنيرانهم وحقدهم، أليست بريطانيا من أنشأ كيان يهود وأمده بالمال والسلاح، أليست بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا من احتل البلاد الإسلامية وأعمل فيها القتل والتجزئة، ودعم الحكام الذين سلبوا الأمة سلطانها وأذلوها وأضاعوا البلاد والعباد، أبعد كل هذا يتوجه عاقل إلى هذه الأطراف الدولية!؟
وأما الفصائل المتناحرة والمتنافسة على كرسي وهمي رسمه الأعداء على الورق بحبر الاتفاقيات الخيانية، التي ثبتت كيان يهود وأعطته معظم فلسطين، فإننا نقول لهم بأن الله فاضحهم ومخزهم في الدنيا وعذاب الآخرة أعظم وأشد لو كانوا يعقلون، ما لم يتوبوا إلى الله، وينحازوا إلى صف الأمة لا إلى صف الحكام الذين ألفوا الذلة والخيانة.
وإننا على يقين بأن الأمة تتحفز لأخذ زمام المبادرة، وستستعيد سلطانها المسلوب لتعطيه إلى من يستحقه ويحافظ عليه ويحكمها بحقه فيطبق عليها كتاب الله وسنة نبيه في خلافة راشدة على منهاج النبوة، ويجهز جيشها المؤمن المخلص الذي يتشوق للجهاد والاستشهاد، ويقوم بالرد المناسب على اعتداءات كيان يهود المتكررة، فيغير على كيان يهود ليصبح أثرا بعد عين وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله ويشفي الله صدور قوم مؤمنين.