قال وزير الدفاع "الإسرائيلي" بيني غانتس في مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الأحد، إن الفلسطينيين سيكون لديهم "كيان" في المستقبل وليس دولة كاملة، وأوضح خلال جلسة حوارية بميونيخ مع الصحفية الألمانية سعاد المخنث أنه "في نهاية المطاف، سنجد أنفسنا أمام حل يعتمد على كيانين".
وإثر تصريح غانتس، حاولت المخنث التأكد من المصطلحات التي اختارها وزير الدفاع "الإسرائيلي"، متسائلة "هل قلت إن حل الدولتين ممكن؟"، غير أن غانتس رد بأنه اختار بعناية مصطلحاته عندما تحدث عن "كيانين وليس دولتين"، من خلال التأكيد على رفضه لدولة "إسرائيلية" على خطوط ما قبل عام 1967.
غانتس يستخدم الكلمات بقصد لإيصال رسالة خلاصتها أن مشروع الدولتين القائم على وجود دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967م لم يعد مقبولا من طرفهم وأن حصر كيانهم "دولة إسرائيل" في حدود المحتل عام 1948م أيضاً لم يعد مقبولا، وهو يستخدم كلمة كيان بالنسبة لهم ليدل على التوسع خارج حدود 1948م، ويستخدمها بالنسبة للسلطة لتقزيم المشروع وحصر المساحة في جزء من المحتل عام 1967م وإنزالها سياسياً وأمنياً من دولة إلى كيان هزيل أشبه بكنتونات الحكم لا وظيفة له سوى حماية الاحتلال.
إن هذه التصريحات هي بمثابة صفعة لوزراء خارجية الأنظمة العربية والسلطة الذين تحدثوا أمس في ذات القمة في ميونيخ عن السلام ومشروع الدولتين القائم على إقامة دولة فلسطينية على حدود المحتل عام 1967م، وهي رسالة من غانتس للسلطة ولمنظمة التحرير أن كيان يهود يراوغ ويناور بشكل يبقيهم أداة خبيثة بيده لإدارة شؤون الناس والتنسيق الأمني بينما ينشغل هو في التوسع الاستيطاني وابتلاع المزيد من الأراضي وفرض الوقائع واستجلاب المزيد من المهاجرين.
إن كيان يهود المسخ بعد أن اعترفت به منظمة التحرير كدولة ومن ثم لحقتها الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين من خلال اتفاقيات التطبيع، وصل لدرجة من العنجهية أن يصرح بهكذا تصريحات من يسمعها يظن أن فلسطين ملكاً له وأن أهل فلسطين دخلاء على هذه الأرض، ولم يكن يجرؤ على ذلك لولا خيانة الحكام ومنظمة التحرير!
إن رد الأمة الحقيقي على تصريحات ووقاحة كيان يهود المسخ يجب أن يكون باقتلاعه وإزالته من الأرض المباركة وأن يشرد به من خلفه من قوى الاستعمار التي تطاولت على الأمة.
21-2-2022