تعليق صحفي

الأمم المتحدة منبر للاستعمار وأداة بيده لتحقيق غاياته الخبيثة لا لنصرة المظلومين

 

   قرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مواصلة عدم إدراج القوات "الإسرائيلية" على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في مناطق النزاعات، رغم تحميلها المسؤولية عن غالبية الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال خلال سنة 2020 في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وغزة "وإسرائيل". (الجزيرة نت)

رغم أنّ الحدث ليس بالأمر المميز أو الخبر المهم إلا أنه يحمل دلالات لا بد من التذكير بها ليعيها كل مخلص غيور.

وأولى هذه الدلالات أن الأمم المتحدة وعلى مدار تاريخها الطويل لم تكن إلا أداة للمستعمر يبطش بها فريسته، ويجير قراراتها لصالحه، ويتخذها مبررا لتمرير مؤامرات الاستعمار ومخططاته لا سيما ضد المسلمين وبلادهم، وقضية فلسطين شاهدة على ذلك؛ إذ عبر الأمم المتحدة وقراراتها أصبح كيان يهود شرعيا أمام دول العالم، وأصبح له حق في فلسطين لا مساومة عليه، ولا تجد في قرارات الأمم المتحدة منذ نشأة الكيان إلى اليوم قرارا واحدا يستهدفه أو ينال منهذل

وثانية الدلالات أنّ أولئك المنادين بتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بقضية فلسطين والمطالبين باللجوء إلى الأمم المتحدة عند كل حدث إجرامي جديد يقوم به كيان يهود إنما هم من المتآمرين على قضية فلسطين وأهلها، وهم تحت ستار البحث عن العدل والإنصاف إنما يمررون ما يريده الاستعمار ويمعنون في تضييع القضية عبر متاهات الأمم المتحدة وقراراتها الآثمة، وهذا الخبر شاهد على ذلك.

وثالثتها أن الأمم المتحدة منبر للظلم والجور وتضييع الحقوق، فمسألة إجرام كيان يهود ووحشيته بارزة ظاهرة لا تخطئها العيون ولا تغيب عن الكاميرات والشاشات، وهي أقبح من أن تسترها أعذار أو مبررات، ومع ذلك رفضت إدراج قوات الاحتلال على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في مناطق النزاعات، مع أنه لو حصل لكان مجرد حبر على ورق دونما أثر في الواقع.

وأخيرا، لا بد من التذكير بأنّ هذا الحدث يعزز القناعة بأن كيان يهود ما هو إلا قاعدة متقدمة للغرب في خاصرة الأمة، والغرب يرعاه ويحرسه ويدعمه ليواصل أداء الدور الذي من أجله تم إيجاده في هذا المكان الحساس في قلب بلاد المسلمين، وواهم من يظن أن كيان يهود شيء والغرب شيء آخر، بل كلهم أعداء للأمة ولقضاياها وهم ملة واحدة ضد الأمة الإسلامية.

إنّ السبيل لنصرة فلسطين وأطفالها ونسائها وشيوخها وأقصاها إنما هو عبر الجيوش التي لا بد أن تتحرك لتحرير فلسطين وإنهاء مأساة الأقصى وأهل فلسطين.