تعليق صحفي
أهالي الشيخ جراح يواجهون خطر التهجير في ظل خيانة وتخاذل الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية والإسلامية عن نصرتهم!!
تنتهي غداً الخميس المهلة التي أمهلتها المحكمة "الإسرائيلية العليا" لأربع عائلات فلسطينية تسكن في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، من أجل التوصل إلى اتفاق مع الشركة الاستيطانية بشأن ملكية الأراضي المقامة عليها منازلهم.
وتقضي التسوية التي أمهلت المحكمة "الإسرائيلية" العائلات الفلسطينية للتوافق عليها مع المستوطنين؛ إيجاد آلية لدفع بدل إيجار للمستوطنين بأثر رجعي، ومواصلة دفع الإيجار إلى أن يتوفى رب المنزل الفلسطيني، بحيث لا ينتقل الإيجار المحمي لأولاده.
وهو ما ترفضه العائلات الفلسطينية بشكل قاطع باعتباره اعترافاً بملكية المستوطنين للأراضي وهو عين ما تريده الشركة الاستيطانية.
إن ما يحصل في حي الشيخ جراح هو مأساة جديدة تضاف إلى سلسلة المآسي التي لا تتوقف بحق أهل فلسطين وأهل القدس، وهو تهجير جديد يمارس بحق عائلات هُجرت سابقاً من أراضيها وبيوتها عام 1948، في رسالة واضحةمن كيان يهود أنه سيلاحق أهل القدس ليطردهم من القدس ويسكن مكانهم قطعان المستوطنين.
ويؤكد ما يحصل في حي الشيخ جراح أن الحل الجذري يكون باقتلاع كيان يهود من جذوره وإعادة أهل فلسطين إلى أرضهم وليس التعامل معهم كمشكلة إنسانية وإيجاد حلول للآثار الناتجة عن بطش كيان يهود كما فعل النظام الأردني مع أهل الشيخ جراح!فبدل أن يحرر البلاد ويعيدهم إلى منازلهم قام بالتعاون مع الأونروا بتوطين 28 عائلة لاجئة في القدس مقابل تخليهم عن حقوقهم كلاجئين من أراضي 48 وها هو كيان يهود يلاحقهم مرة أخرى وها هو النظام الأردني يتخلى عنهم ويطعنهم في ظهرهم ولا يمدهم حتى بالوثائق التي تثبت ملكيتهم للعقارات!
إن أهالي الشيخ جراح ليسوا بحاجة إلى وثائق لإثبات ملكيتهم لبيوتهم فهم أهل الأرض وملحها وقد أثبتوا ذلك بصمودهم ورباطهم وتمسكهم ببيوتهم وممتلكاتهم وبوقوفهم في وجه كيان يهود الغاصب وفي وجه قطعان مستوطنيه -الذينجاءوا من أصقاع العالم- وفي وجه محاكمه الاستعمارية الخبيثة، ولكنهم مع ذلك يواجهون خطراحقيقيا،وكيان يهود يخيرهم بين التهجير أو البقاء المؤقت مع التنازل عن ملكية بيوتهم وعقاراتهم،وهذا يوجب على الشعوب الإسلامية وهي ترى بأم عينها خيانة حكامها وتخليهم عن قضية فلسطين ووقوفهم مع كيان يهود تعاوناً وتطبيعاً،وترى ما يحصل لأهاليالشيخ جراح وما يحصل في المسجد الأقصى من عربدة وغطرسة لكيان يهود، يوجب عليهمأن ينتفضوافي وجه حكامهم العملاء وأن يحركواالجيوش نصرة لأهل القدس وفلسطين والمسجد الأقصى،ليعيدواسيرة حطين وعين جالوت ويطردوا المحتلين ويطهرواالبلاد من شرورهم.
5-5-2021