تعليق صحفي
تغيرات في كتب التاريخ المدرسية البريطانية بما ينسجم مع حقد بريطانيا على الإسلام والمسلمين وعدائها لقضية فلسطين
وأن تقرير تم بتكليف من "اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين" (BRICUP) كشف فيه الأستاذان جون شالكرافت وجيمس ديكنز، الخبيران على التوالي في شؤون الشرق الأوسط وفي التاريخ واللغة العربية، والعضوان في اللجنة المذكورة، مئات التعديلات التي تمت في الكتيبات المدرسية بمعدل 3 تعديلات في كل صفحة مع ملاحظة أن الكتب لم تكن فيها أي إشارة إلى خضوعها للمراجعة.
وهذه الكتب، التي نشرتها دار بيرسون، تحمل عناوين من قبيل "الصراع في الشرق الأوسط، الشرق الأوسط: الصراع والأزمة والتغيير" وهي مقررة على آلاف الطلاب الذين يحضرون شهادة الثانوية العامة، بشقيها المحلي والدولي، والتي تجرى كل عام.
وبحسب التقرير شملت التعديلات إزالة أو تخفيف العديد من الإشارات إلى العنف والعدوان "اليهودي و/أو الإسرائيلي"، في حين تمت إضافة أو زيادة الإشارات السيئة إلى العنف أو العدوان العربي و/أو الفلسطيني بشكل منهجي، ففي النسخة الأصلية من دليل الثانوية العامة، هناك 10 إشارات إلى الإرهاب اليهودي و32 إشارة إلى "الإرهاب الفلسطيني"، وبعد المراجعة، لم تبق هناك سوى 4 إشارات إلى إرهاب الجماعات اليهودية، مقابل 61 إشارة إلى "إرهاب الجماعات الفلسطينية".
ومن الأمثلة على تلك التغيرات:
– تقول النسخة الأصلية "إن الفدائيين كانوا مقاتلين من أجل الحرية أو إرهابيين، حسب الزاوية التي ينظر إليهم منها"، وفي النسخة المعدلة أصبح النص هو "الفدائيون كانوا إرهابيين قاتلوا من أجل حرية الفلسطينيين".
– ورد في النسخة الأصلية أنه خلال الانتفاضة الأولى 1987-1993 "كسرت أذرع وأصابع الأطفال الفلسطينيين الذين رشقوا الحجارة (من قبل جنود الاحتلال)"، تمت إزالة ذلك من النسخة المعدلة.
– تحتوي النسخة الأصلية على وصف قدمه أحد أعضاء الهاغاناه (المنظمة شبه العسكرية اليهودية الرئيسية) للطرد الجماعي للعرب الذين تعرضوا للنكبة خلال حرب 1948-1949، وفي النسخة المعدل، تم استبدال ذلك برواية عن رحيل أكثر سلمية لأسرة عربية واحدة.
– كتب في النسخة الأصلية أن الفلسطينيين طردوا من القدس الشرقية على أيدي الإسرائيليين، أما في النسخة المنقحة فما هو موجود هو أن "قد تولد لديهم إحساس بأنهم طردوا قسرًا".
– أما مذبحة دير ياسين (التي قتلت فيها القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 107 مدنيين فلسطينيين) الموصوفة في النسخة الأصلية من دليل الثانوية العامة الدولية بأنها "واحدة من أبشع فظائع الحرب (1948)"، فإنه قد استعيض في وصفها في الطبعة المنقحة عن كلمة "الفظائع" بكلمة "الأفعال".
هكذا تكمل بريطانيا مسلسل إجرامها الذي لا يتوقف بحق المسلمين، وهكذا تحاول التغطية على جريمتها بزرع كيان يهود في قلب أمة الإسلام وذلك بقلب الحقائق والأحداث وتزوير التاريخ بما يتناسب مع حفظ أمن كيان يهود وإظهاره على أنه ضحية في نظر النشء البريطاني الجديد وأن أهل فلسطين هم الإرهابيون ضمن سياسة خبيثة تقلب الحقائق وتزور الأحداث.
إن قضية فلسطين ليست بحاجة إلى المنهاج البريطاني لينصفها وجرائم كيان يهود لا يمحوها حذف أو تزوير في بعض كتب التاريخ، فجرائم بريطانيا وكيان يهود محفورة في ذاكرة الأمة الإسلامية التي تتأهب للوقوف على أقدامها والنهوض من جديد لتقتلع كيان يهود من جذوره وتحاسب بريطانيا على جرائمها حساباً عسيراً، وما هذه التغيرات في المناهج البريطانية إلا مثال يكشف عن مدى حقد بريطانيا وخبثها في عدائها للإسلام والمسلمين وقضية فلسطين وأن ذلك حقيقة سياسية لم تتغير عبر العقود والسنين كما يظن بعض الخونة والمنبطحين والمرتمين في أحضانها.
21-4-2021