تعليق صحفي
أردوغان كنموذج آخر يطعن من ارتمى في أحضانه ظاناً به نصرة أو حمية!
بعد تصريحات أنقرة الأخيرة التي جاءت بمحاولات للتقارب مع القاهرة وفتح صفحة جديدة في العلاقات، أصدرت السلطات التركية تعليمات لجماعة الإخوان بوقف انتقاد مصر من الفضائيات التابعة لها في إسطنبول. وكشفت مصادر لـ"العربية نت"، أن السلطات التركية أصدرت توجيهات قبل ساعات، بإيقاف البرامج السياسية بفضائيات الإخوان التي تبث من إسطنبول وهي "وطن، والشرق، ومكملين"، أو تحويلها لفضائيات خاصة للمنوعات والدراما، مضيفة أن تركيا أبرمت اتفاقات مع قادة الجماعة للالتزام بالتعليمات، مهددة بعقوبات قد تصل لإغلاق البث نهائيا وترحيل المخالفين خارج البلاد. (العربية نت)
هذا مثال جديد على الأدوار القذرة التي يمارسها النظام التركي برئاسة أردوغان في خدمة المصالح الأمريكية؛ فكما احتضن من قبل ثوار الشام في الشمال السوري واستضاف قادة الفصائل ووفر لهم المال والفنادق الفارهة في إسطنبول حتى إذا ما حان الوقت الذي أرادته أمريكا جعل أردوغان تلك الفصائل وقادتها أعداء لأهل الشام وحلفاء لروسيا وأمريكا ينفذون مخططات الاستعمار ويعادون أهلهم، فكان ذلك الاحتضان وتلك الاستضافة كالسيف على رقاب قادة الفصائل لإحكام القبضة عليهم لتمرير ما يريده الاستعمار في اللحظة التي يقررها.
وهنا كما وفر نظام تركيا أردوغان الملجأ للإخوان طوال السنوات الماضية التي لاحقهم فيها نظام السيسي، ووفر لهم أردوغان الأموال والمنابر الإعلامية وغازلهم طوال السنوات الماضية بتصريحات نارية هاجم فيها السيسي وانقلابه على مرسي، الآن لما حان وقت تنفيذ الإرادة الأمريكية بإدارتها الجديدة التي تحاول تهدئة بعض القضايا السياسية وترتيبها على نحو تتفرغ فيه لأولوياتها الجديدة، لما حان الوقت ها هو أردوغان يقطع الأحبال بالإخوان ويقودهم نحو ما يريد بكل بساطة وسهولة.
وفي هذا درس بليغ لمن ألقى السمع وهو شهيد، بأن الولاء لا يجوز أن يكون إلا لله، وأن لا يتوسل بالفاسد والباطل إلى الخير والحق، فأردوغان عدو للأمة وموالٍ لأمريكا حتى وإن بدا على غير ذلك بشعارات رنانة وخطب زائفة، فهو يمارس خداع الأمة بمكر ودهاء، فتحرم موالاته أو الركون إليه، بل يجب الحذر منه والعمل على خلعه كباقي حكام المسلمين. قال تعالى: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾.