تعليق صحفي
أول الغيث قطرة،،، رائحة الفساد تفوح من العملية الانتخابية من بداياتها
وجه فلسطينيون انتقادات حول وجود تلاعب بالسجل الانتخابي للانتخابات الفلسطينية العامة القادمة، بالتزامن مع إعلان لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية انتهاء تحديث بيانات السجل الانتخابي منتصف الليلة الماضية. من جانبها، أكدت لجنة الانتخابات المركزية في بيان لها، يوم الأربعاء، ورود عدة شكاوى من مواطنين تتعلق بنقل مراكز اقتراعهم داخل نفس التجمع السكاني دون علمهم. وقالت اللجنة بأنها قَدمت شكوى فورية بهذا الخصوص إلى النائب العام، متضمنة كافة البيانات التي تثبت القيام بهذه المخالفة، لاتخاذ المقتضى القانوني بحق من ارتكبوا هذا الفعل.
هذا وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاركات واسعة لمواطنين يستنكرون تسجيلهم في السجل الانتخابي دون علمهم أو اختيارهم.
أول الغيث قطرة، إذا كانت هذه أولى بوادر الفساد في العملية الانتخابية وهي أبسطها وفي مسألة يمكن ملاحظتها بسهولة في وضح النهار، فكيف إذاًبما سيكون من وراء الكواليس وما لا يمكن ملاحظته بسهولة؟! بالطبع سيكون الفساد والتزوير وكل ما يلزم لتمرير المؤامرة حاضرا وبقوة. وما الذي يمنع حدوث ذلك، طالما أن الراعي والمراقب والقاضي والمنفذ كلهم أدوات بيد من أراد للانتخابات أن تتم؟!وطالما أنّ الانتخابات من أساسها باطلة شرعا ومكيدة خبيثة حيكت لأهل فلسطين؟!
نعم، لقد جاءت الانتخابات لتجديد الشرعية للسلطة الفلسطينية ومؤسساتها الباطلة، من أجل تجديد الشرعية للتنسيق الأمني ومفاوضات السلام والتطبيع وبيع البلاد، ولأجل أن تتم هذه الغاية المتمثلة في إعادة تدوير السلطة لتواصل مهامها في تصفية قضية فلسطين ومحاربة الإسلام وأهل فلسطين، فإنّ السلطة ومن وراءها مستعدون لفعل أي شيء، تزوير أعداد المسجلين وأعداد الناخبين ونسبة التصويت وعدد الأصوات للمرشحين، ولا يوجد ما يمنعهم من ذلك.
ولا شك بأن إجراء الانتخابات مهما كانت نتيجتها هو مطلب وانجاز للسلطة ولمن ورائها، فهي أداة استعادة التمثيل وادعاء الشرعية اللازمتين لأية عملية تسوية وتصفية لقضية فلسطين باسم أهل فلسطين أمام كيان يهود وأمريكا ودول الاستعمار الراعية لعملية السلام والتفريط. فهي انتخابات من أجل تجديد الشرعية لمن قاموا بالتنازل عن الأرض المباركة وتجديد الشرعية لمن يقومون بالتنسيق الأمني وتجديد الشرعية لزمرة الفاسدين الذين يعلمون على تدمير أهل فلسطين وأسرهم وأبنائهم وتنفيذ سياسيات أعداء الاسلام. وواهم من ظن في الانتخابات غير ذلك، وواهم من يرجو العنب من الشوك.
فعلى كل المخلصين مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة في هذا العمل الخبيث، والوعي على الأهداف المسمومة التي يسعى القائمون على الانتخابات لتحقيقها، وعدم الانخداع بالأمنيات وزخرف القول الذي يصدر عن فئات قبلوا لأنفسهم أن يكونوا شركاء للمفرطين وأعوانا للمجرمين في تصفية القضية مقابل كراسي وفتات سيكون عليهم وبالا في الدنيا والآخرة.
19/2/2021