تعليق صحفي
تداعي كبير للخونة على قضية فلسطين؛ لقاء في السعودية ووفد للسودان ودعوة للبنان!
كشفت وسائل إعلام "إسرائيلية" متعددة، أن نتنياهو التقى محمد بن سلمان وبومبيو -الذي كان برفقة رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين- أمس الأحد خلال زيارة سرية إلى السعودية، وأكدت الإذاعة الرسمية "الإسرائيلية" صحة لقاء نتنياهو وكوهين مع ولي العهد السعودي، وقالت مراسلة هيئة البث الرسمية "الإسرائيلية" إن الرقابة العسكرية سمحت ببث خبر زيارة نتنياهو وكوهين للسعودية، وأشار مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إلى أن سماح الرقابة العسكرية بنشر الخبر يؤكد صحته.
وفي سياق متصل بالتطبيع قال راديو الجيش "الإسرائيلي" إن (إسرائيل) أرسلت أول وفد إلى السودان اليوم الإثنين بعد اتفاق البلدين في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على اتخاذ خطوات نحو إقامة علاقات طبيعية، وقالت مصادر مشاركة في التخطيط لرويترز إن الزيارة كان مقرراً لها أن تتم الأسبوع الماضي لكنها تأخرت لأسباب لوجستية، وكذلك دعا وزير الطاقة "الإسرائيلي" يوفال شتاينتز الرئيس اللبناني ميشال عون إلى إجراء محادثات مباشرة في أوروبا بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وكتب شتاينتز "إنني على قناعة بأنه إذا تمكنا من عقد لقاء مباشر في إحدى الدول الأوروبية من أجل إجراء مفاوضات علنية أو سرية، فستكون لدينا فرصة جيدة لحل الخلاف حول الحدود البحرية مرة واحدة وللأبد".
لطالما تمنى كيان يهود أن يخرج تطبيعه مع النظام السعودي إلى العلن -وها هو يقترب من تحقيق أمنيته- وذلك أن كيان يهود يعتبر أن تطبيع النظام السعودي بمثابة تتويج لعملية التطبيع بأكملها، وأن تطبيع البلاد الإسلامية في كفة وتطبيع النظام السعودي في كفة أخرى، وذلك لما لبلاد الحجاز من قدسية في قلوب المسلمين وعقيدتهم، ففيها قبلة المسلمين -المسجد الحرام- وإليها يحجون ويعتمرون، وفيها المسجد النبوي الذي تشد إليه الرحال، ولذلك فإن التطبيع معه إنجاز كبير وضربة معنوية لأمة الإسلام التي ترفض التطبيع، وفوق ذلك فإن كيان يهود يطمع أنه في حال خروج ذلك التطبيع للعلن فإنه سيشكل "أوتوستراد" سريع لانخراط بقية الأنظمة في عملية التطبيع، ليس الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية فحسب بل وفي بقية البلاد الإسلامية.
إن هذا الموقف المخزي لم يكن مستغرباً من نظام قام على الخيانة والتآمر على دولة الخلافة ابتداءً، ومن ثم على بقية قضايا المسلمين، والنظام السعودي على علاقة مع كيان يهود منذ قيامه ولكنه ولاعتبارات وتفصيلات سياسية ومقتضيات بعض المشاريع الغربية وتخوفات أمنية وسياسية على عرشه، كان يفضل أن تبقى العلاقات شبه سرية، ولكن مع قدوم ترامب وتنفيذ سياسته المتعجرفة والحاقدة تجاه قضية فلسطين وافتتاح إعلان التطبيع بمؤتمر جمع البحرين والإمارات وكيان يهود وما تبعه من تطبيع سوداني ولبناني، فقد بات النظام السعودي ينتظر على أحر من الجمر البوح بهذه الخيانة وإخراجها للعلن، ويبدو أن الوقت قد حان لذلك وبرعاية ترامب ووزير خارجيته وفي أسرع وقت، وذلك لاعتبارات سياسية يريدها ترامب وقبل تسليم مفاتيح البيت الأبيض لجو بايدن وحتى ينسب هذا الإنجاز له في حال إخراجه من البيت الأبيض.
إن تزاحم الأخبار المتعلقة بتطبيع الأنظمة العربية مع كيان يهود تظهر عظم المؤامرة التي تحاك ضد قضية فلسطين، وتظهر مدى خطورة الموقف، وأنه حتى المبادرات التي كانت تبقي بعض الفتات لأهل فلسطين مثل المبادرة العربية قد تم تجاوزها على الرغم مما فيها من تفريط وخيانة، وهذا يظهر عظم الشر الذي يراد ويخطط لأهل فلسطين! وهذا يوجب على المسلمين جميعا، الذين يتحرقون شوقاً لتحرير مسرى نبيهم، أن يثوروا في وجه الحكام الخونة فيسقطوا أنظمتهم العميلة ويحرقوا اتفاقيات التطبيع المذلة ويحركوا الجيوش المكبلة لاقتلاع كيان يهود من جذوره وتخليص الأرض من شروره وإنقاذ أهل فلسطين.
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
23/11/2020