تعليق صحفي
السلطة الفلسطينية اختلقت المبررات
لتعود عن إعراضها الشكلي عن كيان يهود والأنظمة المطبعة
قررت السلطة الفلسطينية إعادة سفيريها إلى كل من الإمارات والبحرين بعد أن تم استدعاؤهما سابقا على خلفية إبرام البلدين اتفاقات لتطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، هذا وقال وزير السلطة الفلسطينية ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، "إنه على ضوء الاتصالات الدولية التي قام بها الرئيس محمود عباس بشأن التزام (إسرائيل) بالاتفاقيات الموقعة معها"، و"استناداً إلى ما وردنا من رسائل رسمية مكتوبة وشفوية"، بما "يؤكد التزام (إسرائيل) بذلك، فإنه سوف يتم إعادة مسار العلاقة مع (إسرائيل)، كما كان عليه الحال قبل 19/5/2020". (سما الإخبارية، وقدس برس).
إنّ السياق الذي جاءت فيه خطوات السلطة المخزية من التراجع عن المقاطعة الشكلية لكيان يهود والعتب الناعم على الأنظمة المطبعة، سياق يدل على مدى الخزي والذلة التي وصلت إليها السلطة الفلسطينية.
فقرار العودة إلى التنسيق الأمني العلني يأتي بعد خروج كيان بهود بقرار رسمي ببدء الإجراءات لبناء حي استيطاني، في المنطقة الواقعة بين بيت لحم والقدس، الذي يعتبر أخطر مشروع استيطاني منذ عشرات السنين، وفي ظل ما يتردد من أنباء عن عزم رئيس وزراء يهود، نتنياهو التوجه إلى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ترامب بطلب لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في عطروت بالقدس، واعتزام حكومة الاحتلال توسيع البناء في حي جفعات هاماتوس أيضاً.
والذريعة التي خرجت بها السلطة إلى العلن كمبرر لعودة التنسيق الأمني العلني هي تطمينات فارغة من دول هامشية، ورسالة من كيان يهود مضمونها لا يستر عورة السلطة المفضوحة، وهو ما يدلل على أنّ السلطة قد اختلقت المبررات اختلاقا للعودة إلى سابق عهدها، والأمر مرده بالدرجة الأولى إلى أنّ السلطة أدركت خلال الستة شهور الماضية أنها كانت تؤدي نفس الدور المرسوم لها في خدمة الاحتلال دون أن تحصل على الفتات الذي كان يلقيه لها يهود، فقد أدرك قادة السلطة أنهم يسيرون في الخط المرسوم لهم والذي هو سبب إيجاد السلطة ابتداء، وأنّ الجعجعات التي أطلقتها ومحاولة الضغط على يهود لم تثمر إلا عن إنهاكها ماليا وسياسيا وداخليا، دون أن ينقص ذلك من مكتسبات يهود شيئا. فكانت خطوة المقاطعة والجعجعات الشجرة التي صعدت عليها السلطة وتمنت أنها لم تصعدها.
وهذه حقيقة السلطة ودورها الوضيع، فهي نبتة خبيثة هجنها الاستعمار من أجل تصفية قضية فلسطين، وتهيئة الأجواء وتمهيد الطريق أمام كيان يهود ليتمكن في الأرض المباركة فلسطين، ولتنفذ أي مشروع أو أية رؤية تفرضها عليها أمريكا حاليا بحكم أنها صاحبة اليد الطولى في المنطقة.
أما فلسطين وأهلها فلا خلاص لهم سوى أن تتحرك جيوش الأمة لتحرر فلسطين وتضع حدا لكابوس الاحتلال وأدواته كالسلطة، وأعوانه كأمريكا وأوروبا.
20/11/2020