تعليق صحفي
تطبيع حكومة كوسفو مع كيان يهود سيزيده ضعفا على ضعفه وسيعجل بزواله
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن كوسوفو و"إسرائيل" اتفقتا على تطبيع العلاقات بينهما وإقامة علاقات دبلوماسية. من جانبه، أكد رئيس وزراء يهود بنيامين نتنياهو أن كوسوفو وافقت على فتح سفارتها لدى "إسرائيل" في القدس لتصبح أول دولة ذات أغلبية مسلمة تفعل ذلك.
في إطار مساعي نتنياهو لصناعة مجد شخصي لنفسه، والتغطية على تهم الفساد التي تطارده، وترميم حكومته المتصدعة، يقوم بسوق أكبر عدد من الإنجازات السياسية الوهمية التي لا فضل له في تحقيقها "كالتطبيع مع كوسوفو" والتي كانت حكومتها العلمانية العميلة تتوسل التطبيع مع يهود منذ عام 2008، كي يسهم هذا التطبيع بزيادة عدد الدول التي تعترف باستقلال إقليمهم عن صربيا، دون أن تلاقي توسلاتها آذانا يهودية صاغية. نتنياهو يحاول مخادعة الرأي العام المحلي والإقليمي بإيهام الجميع بأن تحولات مهمة قد طرأت على توجهات الدول والشعوب في العالم الإسلامي، فقد بات الجميع يتسابقون على طرق باب التطبيع مع كيانه الغاصب بل وجعل القدس عاصمة له!
لكن الحقيقة التي يعرفها جيدا كل من نتنياهو وترامب، الساعي لتحسين وضعه الانتخابي، أن عملية تطويع وتركيع الشعوب العربية والإسلامية رغم تحالفات كيان يهود القائمة مع حكامهم الطواغيت، قد باءت بالفشل الذريع، فنتنياهو غرّد يوما: «إن أكبر عقبة أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا بل هو الرأي العام في الشارع العربي الذي تعرض على مدار سنوات طويلة لدعاية عارضت إسرائيل بشكل خاطئ ومنحاز، مما جعلها ترانا بهذه الصورة التي يصعب معها توسيع دائرة السلام».
لو كتب ليهود النجاح في عقد ألف معاهدة ومعاهدة مع الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، لكنهم لن يستطيعوا تصفية قضية الأرض المباركة لأنها قضية عقدية تهم ملياري مسلم، وهي تسكن قلوبهم وأفئدتهم رغم ما يتعرضون له من ضغوطات للتخلي عنها، وإن مصير كل المحاولات لتسوية قضيتها سياسياً ستبوء بالفشل الذريع، وإن عاقبة التطبيع المتعجلة التي لا تحظى بإقرار الشعوب ستسهم في الإسراع بإسقاط عروش هذه الأنظمة العميلة، وانطلاق المارد الإسلامي من قمقمه، وفك عقال جيوشه المكبلة لتنطلق صوب كيان يهود مزمجرة مستبشرة لتحقيق بشارة رسول الله القائل "لا تقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ".
2020/9/5