تعليق صحفي
قادة السلطة ومن لف لفيفها ضاق صدرهم لإعلان الإمارات ليس طهرا منهم
بل لأنهم يريدون تصفية القضية على أصولها الشيطانية وبأيديهم قبل غيرهم!
قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن أبو ظبي طعنت القضية الفلسطينية في الظهر باتفاق التطبيع مع (إسرائيل)، جاء ذلك في مستهل اجتماع لقيادة السلطة مساء الثلاثاء بمشاركة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وحركتي فتح وحماس، لبحث اتفاق التطبيع بين (إسرائيل) والإمارات ولمواجهة خطة الضم (الإسرائيلية). وشدد عباس على أن القيادة الفلسطينية تعتبر هذه الخطوة نسفا للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية والإسلامية، والشرعية الدولية، وعدوانا على الشعب الفلسطيني، وتفريطا بالحقوق الفلسطينية والمقدسات، وعلى رأسها القدس والدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967. وقالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن الرئيس الفلسطيني دعا الدول العربية لاحترام اتفاقية السلام العربية، والتي تنص على أن التطبيع مع (إسرائيل) يكون بعد حل القضية الفلسطينية وليس قبلها. (الجزيرة نت).
من الواضح أن منطق قادة السلطة في التعامل مع خيانة الإمارات الجديدة بإعلان نية التوقيع على اتفاقية تطبيع مع كيان يهود، منطقٌ مخزٍ ينمّ عن عقلية باتت لا ترى إلا الخيانة طريقا ومنهجا. فقادة السلطة ينكرون على الإمارات فعلها الخياني - وهو كذلك - ليس لأنهم يمقتون الخيانة أو لا يريدونها، بل هم قادة مشروع التفريط وأول من خان الأمة وأهل فلسطين، وهم المصرون على أن يبقوا هم قادة المشروع الخياني وأربابه ورأس حربته. بل ينكرون على الإمارات فعلتها لأنها ستفقدهم شيئا من أهميتهم ودورهم في تصفية القضية، وهم يريدون أن يبقوا السباقين وأهل الباع والذراع في المشروع الخياني.
فالسلطة وقادتها يجاهرون بأنهم يريدون السلام الخياني مع الاحتلال وفق الأساس والمرجعيات والقرارات الدولية الإجرامية ويريدون لكيان يهود الغاشم أن يتم احتضانه والحفاوة به في البلاد الإسلامية، ويريدون أن ينعم الاحتلال بالأمن والأمان على أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين، ولكنهم يريدون ذلك بعد أن يمن عليهم الاحتلال بدويلة هزيلة على ما تبقى من فتات الأرض والحدود لتضمن لهم البقاء الآمن والعيش بسلام، وهم من قسموا القدس إلى شرقية وغربية، وهم من اعترفوا ليهود بحقهم في الوجود والأمن والبقاء على أراضي الـ48 التي تشكل أكثر من ثلثي فلسطين، وهم من صرحوا مرارا وتكرارا بأنهم يريدون إنهاء عذابات يهود وأن التنسيق الأمني مقدس، ولكنهم الآن وبعد أن أدركوا الحقيقة التاريخية والواقعية والقرآنية بأنهم لن ينالوا إلا الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، يستميتون في محاولة استعادة دورهم كبيضة قبان في مشروع التصفية.
فتبا لهم ولمواقفهم الذليلة، وسيزيدهم الله حسرة عما قريب عندما يعود للأمة سلطانها فتحرك الجيوش لتحرر فلسطين وتخلع الاحتلال وكل أدواته الخبيثة من جذروهم من الأرض المباركة فلسطين، وتتخذهم مرجما هم وكل من فرط وباع وخان أمته ليبقى عبرة وعظة للمسلمين إلى يوم الدين.
20-8-2020