تعليق صحفي

حفنة من الرأسماليين يتنعمون بالتريليونات وشعوب العالم الثالث تقتات من النفايات رغم امتلاكها للثروات!

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن 26 شخصا يمتلكون أكثر من نصف ثروة كوكب الأرض! وطالب غوتيريش بتخفيف عبء الديون عن دول العالم النامية، التي تواجه دوله جائحة كورونا في وضع اقتصادي أكثر ضعفا من ذي قبل، والعمل على وضع شروط خاصة لإقراضها.

منبع ما طرحه غويتريش من ضرورة تخفيف ديون العالم الثالث ليس إنسانيا كما هو ظاهر كلامه، فشعوب العالم الثالث وثرواته من وجهة النظر الرأسمالية، ليسوا سوى مجموعة من القطعان يجب أن تمنح الحد الأدنى من أقواتها كي تبقى قادرة على العمل   في مزارعه الخاصة! ونظرة سريعة لبعض البلدان التي خفضت ديونها يرى بوضوح وهم هذا الطرح، فالعراق الذي شطب نادي باريس الرأسمالي 80% من ديونه ما زال يئن من ويلات الفقر، ومن مباضع الغرب الرأسمالي المغروسة في جسده، رغم أنه يعيش فوق بحر من الذهب الأسود!

إن كل الدراسات والمراجعات والاطروحات التي جرت في الأعوام الأخيرة لتجنيب العالم خطر الانفجار نتيجة هيمنة وتكدس رأس المال العالمي في يد حفنة من كبار الرأسماليين باءت بالفشل الذريع، وأنّى لهذه الأطروحات أن تأتي أكلها في ظل منظومة رأسمالية تنكر وجود الملكية العامة وتقدس الملكية الفردية، وتقدم كل التسهيلات أمام أرباب رأس المال وتزيل كل المعوقات التي تقف في وجه جشعهم ووحشيتهم اللامتناهيه؟!

إن الانفجار العالمي قادم لا محاله ليس فقط في دول العالم الثالث ولا في دول أطراف الرأسمالية بل في شعوب حواضر الرأسمالية العتيدة. إنه وإن كانت جائحة كورونا قد كبحت جماح الشعوب الغربية عن الحراك في وجه هذه الطغم الحاكمة كما كان الحال في حراك "احتلوا وول ستريت" في قلب نيويورك، إلا أن عالم ما بعد كورونا سيعصف بالرأسمالية.

لن يحمي شعوب العالم الثالث من سياط الرأسمالية، وينقذ الشعوب الغربية من كوارثها الاقتصادية وأزماتها النفسية سوى دولة الخلافة الإسلامية برسالتها السماوية الخالدة وحسن رعايتها وصهرها لجميع الشعوب في بوتقة الإسلام، وتاريخ الإسلام خير شاهد على ذلك.

2020/7/20