تعليق صحفي

السلطة ومنظمة التحرير ومن لف لفيفهم وجدوا في صفقة ترامب فرصة لتأكيد تنازلهم عن ثلثي فلسطين!

في اتصال هاتفي بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أطلع أبو مازن رئيس وزراء بريطانيا على آخر المستجدات السياسية، خاصة فيما يتعلق بمخططات الضم "الإسرائيلية" المرفوضة فلسطينياً وعربياً ودولياً وثمن أبو مازن موقف بريطانيا الداعم لتحقيق السلام على أساس الشرعية الدولية، وأعرب محمود عباس عن استعداد دولة فلسطين بمجرد وقف الضم الذهاب إلى المفاوضات على أساس الشرعية الدولية تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية بمشاركة دول أخرى.

 

وقبل يومين سلّمت القوى الوطنية والإسلامية في غزة رسالة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمطالبته بتفعيل قرارات الشرعية الدولية، وأكد محمود خلف منسق اللجنة المشتركة للاجئين لمعا أن انعقاد المؤتمر الصحفي أمام مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة جاء لنقل رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بأن خطة الضم التي تقوم بها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" هي عدوان سافر على حقوق الشعب الفلسطيني وأيضاً عدوان على قرارات الشرعية الدولية التي تتحدث بأن الأراضي في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة هي أراضٍ محتلة بفعل عدوان الخامس من حزيران عام ١٩٦٧م، ويجب تنفيذها باعتبارها حقوق ثابتة للشعب الفلسطيني بموجب القرارات الدولية.

 

إن التحركات السياسية والدبلوماسية في الآونة الأخيرة على مستوى السلطة ومنظمة التحرير وفصائلها ومن لف لفيفهم من قوى ومؤسسات تكشف لكل ذي عينين عن مؤامرة لا تقل خطورة عن صفقة ترامب ومشروع الضم، وهي أن تلك المؤامرة باتت فرصة للترويج والمناداة بمشروع الدولتين والمطالبة بتنفيذه في أسرع وقت ممكن بحجة التصدي لترامب وصفقته المشؤومة؛ فما أن أعلن ترامب عن صفقته حتى صدحت حناجر منظمة التحرير وفصائلها وسلطتها ومن لف لفيفهم بأن صفقة القرن مؤامرة وأن الرد عليها لا يكون إلا بالتمسك بمشروع الدولتين القاضي بالتنازل عن 80% من فلسطين!

 

لقد كان الأجدر بمنظمة التحرير وفصائلها ومن لف لفيفهم من قوى ومؤسسات بعد الصفعة الحاقدة لترامب، والتي لم تبقِ لهم بقية من أرض ولا سيادة بعد أن أفنوا عقوداً وهم يخدمون أمريكا ومخططاتها ويقدمون التنازلات تلو التنازلات للحصول على فتات من أرض وسيادة، كان الأجدر بهم بعد تلك الصفعة أن يصحوا من غفوتهم ويعودوا إلى رشدهم وينحازوا إلى حلول دينهم وأمتهم ويكفروا بأمريكا وحلولها والأمم المتحدة ومجلس أمنها وأوروبا ووعودها وروسيا ووساطتها لا أن يُصرّوا على ضلالهم ويتمسكوا بالغرب وحباله ويرفعوا مستوى الصراخ والعويل في كل الميادين مطالبين العالم الغربي وعملاءه وأدواته أن يساعدوهم في التنازل عن ثلثي فلسطين!!

 

إن ما قامت وما تقوم به الدول الغربية من جرائم، بحق المسلمين وقضية فلسطين، يبين مدى ضلال كل من بقي يسير خلف سرابها من أمم متحدة ومجلس أمن وشرعية دولية، ومدى خطورة وخيانة من لا زال يعول عليها ويتأمل فيها خيراً، ويؤكد أن لا خلاص ولا حل لقضية فلسطين إلا بالحل الرباني الذي بيّنه الله من فوق سبع سماوات عبر تحريك جيوش المسلمين لتحرير فلسطين كاملة من رجس يهود (وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُم) ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

15-7-2020