تعليق صحفي

سلطة وظيفتها حماية المحتل و"جمع القمامة" لا تمثل ذرة من تراب فلسطين الطاهر!

  في مقابلة على قناة آي 24 (الإسرائيلية) أجاب صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير للمذيع في معرض رده على سؤال حول تلويح محمود عباس بأن "إسرائيل" في حال تنفيذها لمشروع الضم فإنها ستكون مسؤولة عن حياة الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وكأن محمود عباس يلوح بحل السلطة، فأجاب عريقات قائلاً: "إذا ما أقدمت إسرائيل على الضم فإن السلطة سوف تتدمر، لا أحد يتحدث عن حل السلطة، هو(نتنياهو) يريد تدمير السلطة الوطنية الفلسطينية لأنه يريد أن يضم وهو بذلك ينهي أي فرصة للتفاوض بين الجانبين، الضم أحادي الجانب وهو إملاءات وليس مفاوضات، أنا متفق معه أن القدس موضوع حل نهائي ولا يحق له اتخاذ خطوات أحادية كذلك الحدود والمستوطنات وبالتالي إذا قام بالضم ستنهار السلطة سوف تتدمر السلطة وسوف يصبح نتنياهو مسؤول عن لمّ الزبالة من أريحا ومن الطور ومن رفح ومن الخليل ومن نابلس وسوف يكون مسؤول عن كل شيء هذه هي الحقيقة".

يُشبه صائب عريقات من خلال هذه التصريحات، التي يخجل أي سياسي عن التصريح بها لمدى ذلتها وهوانها حتى على المستسلمين والمنهزمين، يشبه السلطة بالخادم الذي يقوم بجمع القمامة عن المحتل وإذا ما تخلى عنه فإنه مضطر حينها لجمعها بنفسه! وهو بذلك يستجدي كيان يهود ويذكره -بصيغة أو أخرى- أن السلطة موجودة لخدمته وعليه ألا يفرط بها!

إن هذه التصريحات تبين مدى الذل الذي وصلت له السلطة ومدى وقاحة أزلامها في وصف حالها ومن كان هذا حاله لا يصح أن يتحدث ويخوض في قضية فرعية فكيف الحال والحديث يدور عن قضية فلسطين قضية الأرض المباركة  ومسرى رسول الله!

وكذلك يبين عريقات أنهم متمسكون بالسلطة حتى آخر رمق وأن موضوع حلّها ليس بإرادة قادتها بقوله: "لا أحد يتحدث عن حل السلطة هو(نتنياهو) يريد تدمير السلطة الوطنية الفلسطينية لأنه يريد أن يضم وهو بذلك ينهي أي فرصة للتفاوض بين الجانبين"، وهو بذلك يوضح أن السلطة مجرد أداة بيد الدول الغربية وكيان يهود لتصفية القضية ولا تملك من أمرها شيئا، وأيضاً لا يفوت عريقات فرصة للنحيب على المفاوضات التي ألّف فيها كتاب -الحياة مفاوضات- وما زال غارقاً بين صفحات ذلك الكتاب المشؤوم ويريد لتلك المفاوضات أن لا تنتهي ولذلك الكتاب أن لا يندثر!

إن الواجب على أهل فلسطين أن يتبرؤوا من السلطة وأزلامها ومن كل اتفاقياتهم وارتهانهم للقوى الاستعمارية، فهؤلاء المستسلمون الأذلاء لا يمثلون قضية فلسطين العظيمة ولا ينطقون بلسان أهلها المتمسكين بفلسطين كاملة من بحرها إلى نهرها.

 إن قضية فلسطين باقية إلى أن تُحرر كاملة ويُطهر الأقصى من رجس المحتلين، ولن تفلح كل قوى الأرض مهما اشتد مكرها أن تُغيّيبها ما دام المسلمون يقرأون  سورة الإسراء وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ويعلمون أن ترابها مجبول بدماء الصحابة والشهداء، وستبقى الأرض المباركة وأهلها يستصرخون جيوش المسلمين أن أقيموا الخلافة وحرروا فلسطين.

29-6-2020