تعليق صحفي

من يزور رام الله بإذن الاحتلال غير قادر على إفشال مخططاته!

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أثناء زيارته لرام الله يوم أمس: "إن قرار الضم غير مسبوق على العملية السلمية، وسيقتل حل الدولتين وسينسف كل الأسس التي قامت عليها العملية السلمية، وسيحرم كل شعوب المنطقة من حقهم في العيش بأمن وسلام واستقرار".

وأضاف الصفدي، أن منع الضم هو حماية للسلام، وكل جهودنا منصبة على منع الضم وإيجاد أفق حقيقي للعودة لمفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين الذي أجمع العالم أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

1.    إن الردّ المتوقع من النظام الأردني ومن السلطة وبقية الأنظمة التي تعلن رفضها لمخطط الضم الاحتلالي، سيكون حتما ضمن السقف المسموح به دوليا، وهو ردٌ لن يضر كيان يهود في أبعد تقدير إلا أذى، هذا على فرض أن هذه الأنظمة ليست جزءاً من هذا المخطط وأنها لا تؤدي دورا مرسوما لها!

2.    ولنا أن نتصور طبيعة هذا الردّ من خلال ملاحظة أن طائرة الصفدي هبطت في رام الله بإذن من الاحتلال (المستهدف من هذه الزيارة!)، ومن خلال تشديد النظام الأردني على استراتيجيته هو والسلطة وبقية الأنظمة العربية تجاه هذا الكيان المحتل والقائمة على الخضوع والاستسلام المسمى سلاما والتي تعتبر أسمى غايتها دويلة فلسطينية هزيلة على جزء الجزء من المحتل عام 67 تحمي كيان يهود وتكون جسراً للتطبيع معه.

3.    لو كان النظام الأردني يملك قراره، ولو كان صادقا في دعواه لترك حمايته للحدود -على أقل تقدير- ولخلّى بين المسلمين وبين كيان يهود الجبان المتمترس وراء هذه الأنظمة العميلة التي سلمته البلاد في حروب مسرحية ومدّته بأسباب الحياة وحمته طوال العقود المنصرمة.

4.    لقد تدحرجت قضية فلسطين من منحدرٍ إلى أشد منه، وطوال هذه المحطات كان النظام الأردني وبقية الأنظمة العربية شاهد زورٍ بل جزءاً من المؤامرة التي ضيعت البلاد والعباد، لذا فمن يعول على هذه الأنظمة أو يظنها حجر عثرة أمام مخططات وكيد أمريكا ويهود هو كمن يتشبث بخيوط العنكبوت.

5.    إن الخلافات الدولية حول مخطط الضم وصفقة ترامب بشكل عام هي خلافات شكلية لا جوهرية، وكلها تستهدف التآمر على الأرض المباركة وتصفية قضيتها، لذا لم يكن مستغربا من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي القبول بصفقة ترامب كأساس للتفاوض – على الرغم من أنها لا تحترم المعايير الدولية المتفق عليها بحسب تعبيرهم- لكن شرطهم أن يكون ذلك ضمن عملية تفاوض بين السلطة وكيان يهود، وهو ما يؤكد أن جوهر الخطة التصفوية المسماة صفقة القرن باتت مقبولة دوليا وأن أوروبا عبر أتباعها في المنطقة إنما -فقط- تبحث عن موطئ قدم وحصة في هذه الكعكة. 

6.    إن قضية فلسطين لن تحلّ إلا جذريا، ولن يكون ذلك إلا باقتلاع كيان يهود بجيوش المسلمين الجرارة التي تتوق لدخول المسجد كما دخله المسلمون أول مرة، وعلى المسلمين بكل طاقاتهم السعي لتحقيق ذلك والتوكل على الله والاعتصام بحبله وعدم التيه في سراديب الحلول الاستعمارية ومكائد الكافرين وأدواتهم.

(إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)

19-6-2020