تعليق صحفي
هنية يكرر نفس النداءات العبثية التي أطلقتها منظمة التحرير الفلسطينية من قبل!
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في رسالة لقادة وزعماء أكثر من ٤٠ دولة عربية وإسلامية إلى تحرّك عاجل لمواجهة سياسة الضمّ الإجرامية والعنصرية التي تنتهجها حكومة الاحتلال "الإسرائيلي".
وطالب زعماء الدول بالتداعي إلى عقد قمّة عربية وإسلامية من أجل دعم الموقف الفلسطيني...كما طالب بتوفير شبكة أمان لحماية المشروع الوطني الفلسطيني القائم على حقّ الشعب الفلسطيني الطبيعي في انتزاع حقوقه...داعيا إلى تكثيف التواصل مع الدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية والإقليمية، لبلورة موقف دولي يجدّد ويعزّز المطالبة بالحقوق الفلسطينية المشروعة، ويضغط على حكومة الاحتلال...
يبدوأن مرور سبعة عقود من التضليل والتآمر والخذلان لفلسطين وأهلها من قبل الأنظمة القائمة في عالمنا الإسلامي ومنه العربي غير كافية لإقناع هنية بعبثية الرهان على هذه الأنظمة الإجرامية الخائنة،علاوة على كونه ركونا للظالمين،فدعاها لسرعة التحرك لمواجهة سياسة الضم الإجرامية اليهودية،وكأنها في حالة عداء حقيقي مع الاحتلال!
لقد كشفت الأيام والأحداث أن رؤوس هذه الأنظمة أكثر ولاء ليهود من اليهود أنفسهم! فأصبحنا نسمع عن أسماء شوارع وطوابع بريدية عند يهود باسم حسين الأردن وحسن المغرب، نظرالمجهوداتهم في خدمة كيان يهودوتثبيت أركانه!
كما سمع الجميع تسولهؤلاء الحكام لأمريكا كي تنحاز إليهم وتبقيهم على كراسي الحكم المهترئة مقابل تحقيق مصالحها وفي مقدمتها الحفاظ على أمن يهود، يوم أن ثارت الشعوب عليهم.
فهل بأمثال هؤلاء الحكام يكبح جماح يهود ويقضى على كيانهم الغاصب يا هنية؟!
إن الانحياز الشكلي الذي أبدته هذه الأنظمة في الماضي وتبديه اليوم لفلسطين وقضيتها، والمعاداة المصطنعة ليهود وكيانهم الغاصب، هي سياسات مدروسة، الغرض منها امتصاص غضب الشعوب وتخديرها بإنجازات وهمية لا تسهم إلا في تثبيت كيان يهود المحتل.
أما الحقيقة المقطوع بها أنه لولا التحالفات السرية القائمة بين هذه الأنظمة ويهودوالتعاون الأمني الذين لم ينقطع يوما،لما تجرأ يهود على اغتصاب فلسطين وتدنيس ترابها الطاهر، ولما قامت لهم فيها قائمة.
كما أن هذه التحالفات السرية الإجرامية بين يهود وهذه الأنظمة لم تعد خفية اليوم،فالأعمالالتطبيعية أصبحت تمارس ويدعى له بعلانية صارخة من أكثر الأنظمة.
إن تحرير فلسطين لا يكون باستجداء الحكام العملاء بل بوجوب تحريك الجيوش والإطاحة بهذه العروش، التي تمد هذا الكيان الغاصب بكل سبل الحياة،وغيرهذه الدعوة محرقة للطاقات ومضيعة للأوقاتوحرف للبوصلة عن مسارها الصحيح ومجلبة للفشل والهزيمة وانحراف عن الطريق الشرعي لتحرير فلسطين.
(وَلَا تَرْكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)
2020/6/12