تعليق صحفي   

ثبوت رؤية الهلال هو ثبوت شرعي ويراعى فيه الحكم الشرعي فقط

صرح المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين، خلال حوار له مع وكالة معا لدى سؤاله عن موضوع تحري هلال شهر رمضان، بالقول للمذيع "نحن كما تعلم نأخذ بقضية وحدة المطالع بمعنى إذا ثبت رؤية الهلال في بلد من ديار المسلمين القريبة إلينا والتي نشترك وإياها في ليلة واحدة، بالتأكيد نحن نأخذ بهذه الرؤية"، ونحن في هذا الصدد نؤكد على عدة أمور: -

-         ما صرح به الشيخ محمد حسين هو إقرار بحكم شرعي أجمع عليه معظم فقهاء وعلماء الأمة وأقر به كذلك كل من دار الإفتاء الفلسطينية، ورابطة علماء فلسطين، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومجمع البحوث في الأزهر، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومفاده إذا ثبتت رؤية الهلال في بلد من بلاد المسلمين وجب على المسلمين جميعا الصيام أو الإفطار، لقوله عليه الصلاة والسلام مخاطبا أمة الإسلام: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ» رواه مسلم.

-         فلتحذر دار الإفتاء، بعد هذا الإقرار الصريح بالحكم الشرعي والتأكيد عليه، من التغيير والتبديل والتلاعب إرضاءً للحكام المجرمين وللسلطة التي لا تكترث بأحكام الإسلام ولا تقيم وزناً لشعائره وعباداته وتتلاعب بأحكامه وفق أهوائها وإرضاء للغرب الكافر.

-         إن الحكم الشرعي بالنسبة للمسلمين ومنهم أهل فلسطين واضح وضوح الشمس وأصبح معلوما عند كل مسلم ولا يحتاج لمفتي أو دار إفتاء حتى يلتزم به، ومع ذلك ها هو المفتي يقر به، ولذلك يجب على أهل فلسطين الالتزام بالحكم الشرعي وأن يكونوا قوامين عليه لا يحرفهم عنه سلطة ظالمة أو علماء سوء وألايلقوا لهم بالا، فإن ضلوا وتنكبوا الحكم الشرعي وجب على الناس وبكل ثقة التمسك بالحكم الشرعي وبقوة، وإجبار الحكام وعلمائهم على الرجوع للحق والالتزام به.

-         إن الغرب الكافر منذ أن هدم دولة الخلافة التي كانت توحد المسلمين وتوحد صومهم وإفطارهم، منذ ذلك الحين وهو يواصل ليله بنهاره لتعزيز فرقة المسلمين ومنع وحدتهم بل ومنع ما يذكرهم بذلك كالصوم والإفطار، فأراد تقسيم هذه العبادات بحدود سايكس وبيكو التي قسم بها البلاد وعمل على تعزيز الفرقة بين المسلمين وتعزيز الطائفية المنتنة بينهم بكل الطرق والوسائل، ولذلك كانت العبادات المتعلقة بوحدة المسلمين فوق أنها أحكام شرعية يجب الالتزام بها فهي كذلك مهمة للتأكيد على هذه الوحدة وأن تكون مدعاة لتصورها وإعادتها بإقامة دولة واحدة للمسلمين خلافة على منهاج النبوة.

نسأل الله أن يكون شهر رمضان شهر خير وبركة على المسلمين وأهل فلسطين وأن يرفع عنهم الوباء والبلاء وأن يكرم المسلمين عما قريب بإمام جنة خليفة يحكمهم بالإسلام ويوحدهم ويدافع عنهم ويرعى شؤونهم كما يحب الله ويرضى وما ذلك على الله بعزيز.

20-4-2020