تعليق صحفي
كبار السن في أوروبا يفتك بهم الكورونا ويموتون في (دور الرعاية) التي أوجدتها ثقافتهم الرأسمالية اللاإنسانية
تشهد دول أوروبا تفشيا واسعا لفايروس كورونا في دور (رعاية المسنين)، حيث كشف أحد المسؤولين الكبار في وزارة الصحة الفرنسية جيروم سالومون أن 884 شخصاً توفوا في دور الرعاية منذ بداية تفشي الوباء، مضيفاً أن العدد ارتفع إلى 1416 وفاة يوم الجمعة، وتعتبر المناطق الواقعة شرق فرنسا قرب الحدود مع ألمانيا هي الأكثر تأثراً بالوباء، حيث تفشت العدوى فيما يقارب ثلثي (دور رعاية المسنين) هناك كما أشارت الوكالة الصحية الإقليمية إلى أن عدد حالات الوفاة في الإقليم بسبب الوباء تعدت 570 شخصاً.
ولا يختلف الحال كثيراً في إسبانيا، حيث قدرت إيزابل دياز رئيسة إقليم مدريد عدد المتوفين في (دور الرعاية) في المنطقة بنحو 3 آلاف شخص خلال الشهر الماضي فقط، مشيرة إلى أنه يزيد بنحو ألفي حالة وفاة عن المعدل المعتاد، وكذلك الحال في إيطاليا والسويد وغيرها من الدول الأوروبية تشهد تفشيا واسعا للمرض في دور المسنين.
لا يستغرب من الثقافة الغربية التي أوجدت هذه الظاهرة الوحشية من تخلي الأبناء والأخوة والأهل عن كبار السن وعن أبائهم وأمهاتهم، لا يستغرب من تلك الثقافة ومن دولها أن تترك هؤلاء المسنين الضعفاء يواجهون فايروس كورونا ويموتون في (دور الرعاية) دون رحمة أو إنسانية؛ ففي إسبانيا قامت الحكومة باستدعاء الجيش الإسباني بعد فرار العاملين في (دور الرعاية) وعند وصول الجيش وجد كثيراً من المسنين في حال سيئة بمفردهم وفي بعض الحالات ميتين في أسرتهم، أما في فرنسا فزيادة على ذلك أعلنت السلطات أن الإحصائيات التي تقدمها لحالات الإصابة والوفاة بفايروس كورونا يومياً لا تتضمن الحالات الموجودة في دور رعاية المسنين وكأنهم ليسوا ببشر!!
ما يحدث في الدول الرأسمالية يجب أن يكون مدعاة للبشرية جمعاء لترى عظمة الإسلام وحسن رعايته، فالأب والأم جعل لهما الإسلام مكانة خاصة وكرمهما شباباً وشيباً وخصهم بأحكام شرعية تضمن لهم البقاء في بيوتهم وتضمن لهم النفقة بأحكام مفصلة، فإذا لم يوجد من تجب عليه النفقة أو كان غير قادر تكفلت بهم الدولة وحفظتهم وحفظت لهم سنهم ومكانتهم وكرامتهم ونظرت لهم نظرة إنسانية لا نظرة مادية تعتبرهم كبارا غير منتجين يشكلون عبئاً على الدولة واقتصادها ولا فائدة منهم، فتسمح للأمراض أن تفتك بهم وترى في ذلك خيرا لها!!
إن الواجب على أمة الإسلام وهي ترى مدى إجرام الدول الغربية وسوء ثقافتها العفنة التي أرادت وما زالت تصر على تصديرها لبلادنا وأبنائنا وأسرنا، إن الواجب عليها أن تنبذ ثقافتهم تحت أقدامها وأن تحمل ثقافة الإسلام حملاً كلياً مبدئياً وأن تعمل بكل قوة لإقامة دولة خلافة راشدة تطبق الإسلام في واقع الحياة وتحمله للبشرية لتنقذها مما هي فيه من بؤس وشقاء وسوء رعاية.
4-4-2020