تعليق صحفي
في ظل الرأسمالية...ما يقارب نصف البشرية تفتقر للماء والصابون في مواجهة كورونا!!
بينما تتكثف التدابير الصارمة عبر العالم لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد، يفتقر ثلاث مليارات شخص إلى أبسط الأسلحة للوقاية منه، أي الماء والصابون، كما يقول خبراء أمميون وبحسب اليونيسيف منظمة الأمم المتحدة للطفولة فإن 40% من سكان العالم -أي ثلاث مليارات نسمة- لا يستطيعون غسل أيديهم في المنزل.
ويقول المسؤول عن الموارد المائية لدى اليونيسيف لجنوب وشرق أفريقيا سام غودفري إن المياه غير متوافرة لدى البعض ولا يملكون حتى المال لشراء الصابون، وبحسب اليونيسف ففي أفريقيا جنوب الصحراء لا يستطيع 63% من سكان المدن (258 مليون نسمة) غسل أيديهم، أما في آسيا الوسطى والجنوبية فتبلغ النسبة 22% (153 مليون نسمة).
هذا ما أورثته الدول الكبرى ونظامها الرأسمالي الجشع للبشرية وللشعوب بعد عقود طويلة نشرت خلالها الحروب والدمار والصراعات حتى تتمكن من نهب ثروات وخيرات تلك البلاد، فنهبت الذهب والنفط والسيلكا والزنك والحديد والكوبلت واليورانيوم وحرمتهم من الطعام والماء والصابون وتركتهم فريسة سهلة للأمراض والأوبئة والجوع والتشرد.
إن جرائم الرأسمالية وجشعها قد بات ماثلاً للبشرية جمعاء، وكورونا جاء ليسقط ورقة التوت الأخيرة عن سوءة هذا النظام الوحشي، فبعض الدول أخفت الحقيقة لمآرب سياسية واقتصادية حتى انتشر المرض وتوسع، وبعضها أهمل الإجراءات وتحذير الخبراء خوفاً من الخسائر الاقتصادية والمالية، وبعضها رآها فرصة للتخلص من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بحجج وذرائع واهية-مناعة القطيع-، وبعضها ضخ مئات المليارات بل فوق الترليون ليس لمحاربة المرض ومنع تفشيه بل لدعم الاقتصاد والشركات والبورصات ووقف نزيفها فركز على الاقتصاد وأهمل الصحة!
لا خلاص للبشرية جمعاء مما هي فيه من بؤس وشقاء وسوء رعاية إلا بنظام الإسلام الذي ينظر للبشرية نظرة إنسانية نظرة رعاية واهتمام وليس نظرة استغلال واستعباد، فيوفر للناس أساسيات الحياة ويساعدهم على توفير الكماليات، نظام يفتح البلاد ليرعى شؤون أهلها بالعدل والحق وليمكنهم من الانتفاع بما أكرمهم الله به منثروات وخيرات وليس لينهبها ويسرقها.
22-3-2020