تعليق صحفي
في غياب دولة الخلافة ... مسلمو الهند خارج التغطية كغيرهم من المستضعفين
تتواتر الأخبار القادمة من الهند عن اعتداء وقمع شديدين يتعرض لهما المسلمون هناك أودى بحياة العشرات منهم على يد الرعاع من الهندوس وبتآمر وتسهيل من الحكومة وقوات الشرطة، وقد تخلل ذلك إحراق أحد المساجد ورفع العلم الهندوسي عليه، ويأتي اشتداد تلك الهجمة بعد زيارة ترامب للهند وتحريضه على المسلمين قبل أيام، وقد سبق هذا القمع قمع وامتهان لحقوق المسلمين على إثر ما عرف بقانون الجنسية الذي يمنح الجنسية لأي من المهاجرين من الدول المجاورة أو المواطنين غير المسجلين باستثناء المسلمين.
المسلمون في الهند كما هم في فلسطين وكما هم في كشمير وبورما وتركستان الشرقية وفي أفريقيا الوسطى، وفي اطراف العالم الإسلامي كما هم في قلبه، مشكلتهم واحدة وحلها واحد، وهي أنهم في غياب دولة الإسلام صاروا أيتاما قد استفرد بهم من الكفار من لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، وهم في غياب دولة الإسلام خارج نطاق التغطية لدول "الوطنيات" في بلاد المسلمين ومصالحها الضيقة وحدودها المقيتة، بل إنّ الحكام الحاليين للبلاد الإسلامية يرون مصالحهم مع كيان يهود ووثنيو الهندوس وكفار الصين ولا تعنيهم قضايا المسلمين في تلك البلاد إلا بالتعمية عليها وتصفيتها وإخمادها حتى لا تكون سببا يفضح تخاذلهم فيقض مضاجعهم أو تكون عامل إثارة للأمة يُضاف إلى العوامل الأخرى فيسرع في تحركها لخلعهم.
إنّ العالم الإسلامي قادر بما فيه من قوى وإمكانيات على الردع الشديد وفعل الكثير لنصرة المسلمين في أدنى الأرض وأقصاها لولا ما هو واقع من تلك التجزئة " الوطنية " التي تجعل المصالح والحرب والسلم محدودة بخط الحدود ومحكومة بحكام تميزوا قبل الجبن بالعمالة، وإنّ الدولة الإسلامية الآن باتت ضرورة وجودية ملحة للامة الإسلامية، وخاصة في ظل الهجمة الاستئصالية الهائلة التي تشنها دول الكفر وقواه على اختلاف ألوانها وأماكنها، وباتت الخلافة هي الأمل الوحيد للملايين من المسلمين المضطهدين الذين أخرجهم ضيق الحدود "الوطنية" عن دائرة الاهتمام لتعيدهم دولة الخلافة إلى بؤرة الاهتمام، حيث دائرة الاهتمام الإسلامية مداها إلى حيث وصلت عقيدة الإسلام، ولعل هذا اليوم آت قريبا،
{وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً}.
3/3/2020