تعليق صحفي

اجتماع عمان وقمة أديس أبابا تخدير للمسلمين ومحاولة لحرفهم عن التحرك الفعال لإفشال صفقة ترامب

أكد البيان الختامي للاجتماع الثلاثين للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في عمان لمناقشة تداعيات "صفقة القرن" على رفض كافة أشكال التطبيع العربي مع الكيان "الإسرائيلي" وضرورة التمسك بمرجعيات القرارات الأممية والمبادرة العربية للسلام في 2002.

وشدد أيضاً على أن "المساس بالقدس والاعتراف بها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال تصعيد خطير يهدد أمن المنطقة ويتركها رهينة للمطامع، ويهدد بافتعال حرب دينية تكون إسرائيل طرفاً أساسياً فيها"، وتابع: "أن العبث بالوضع القانوني بالقدس هو قرار مدان بموجب القرارات الشرعية الدولية، ووجوب دعم السلطة الفلسطينية لتظل في مقدمة الجهود التي تحمي الحقوق الفلسطينية".

كما حذر موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في كلمته لدى افتتاح القمة الإفريقية الـ33 التي انطلقت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمشاركة دول عربية منها مصر والمغرب والسودان والجزائر من أن صفقة القرن "ستفاقم من الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، واعتبر الخطة الأمريكية "انتهاك لكل قرارات الأمم المتحدة وقرارات الاتحاد الإفريقي وأنها لن تسهم إلا في زيادة التوتر".

وفي السياق، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الدول الإفريقية لتأكيد رفضها لـ "صفقة القرن"، والعمل لعقد مؤتمر دولي للسلام، وتابع "فلسطين تلتزم بالحل السياسي على أساس المرجعيات الدولية، ولكن هذه الخطة تريد شرعنة الأمر الواقع المخالف للقوانين والمرجعيات الدولية".

مهما اختلفت أو تشابهت الألفاظ المستخدمة في القمم والاجتماعات المتتالية بخصوص صفقة ترامب، وسواء أكانت صفقة ترامب سبب في عقدها كما حصل في القاهرة وجدة وعمان، أو تم إدراجها ضمن جدول تلك الاجتماعات كما حصل في أديس أبابا، نجد أن المركز الذي تدور حوله جميع تلك الألفاظ والبيانات الختامية والكلمات الافتتاحية والقرارات والتوصيات المتعلقة بالصفقة هو أن صفقة القرن تتعارض مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة وما بني عليها وتفرع منها من قرارات! سواء المبادرة العربية أو الاتحاد الإفريقي أو غيرها من الجهات! وأن تجاوز مشروع الدولتين قد يشعل الصراع في المنطقة وكذلك التأكيد على ضرورة الوقوف مع السلطة ومساندتها في تمسكها بمشروع الدولتين.

كما تؤكد كل تلك اللقاءات أن الحل يكمن في الرجوع للشرعية الدولية وتحكيم الأمم المتحدة وعقد مؤتمرات للسلام ومناشدة الولايات المتحدة لتراجع صفقتها وتتراجع عنها، وحث السلطة على التمسك بالسلام ومطالبة كيان يهود بعدم تطبيق بنود الصفقة والالتزام بمشروع الدولتين.

إن هاتين النقطتين اللتين يكاد يقتصر الحديث حولهما على مستوى العالم وما يحصل فيه من اجتماعات، هما سهمين سامين لضرب قضية فلسطين، الهدف منهما تثبيت رأي عالمي وخاصة عند شعوب المسلمين أن الخلاف مع كيان يهود هو خلاف على كيفية تقسيم ما تبقى من فلسطين وليس خلافا على وجود كيان يهود من أساسه، والأمر الآخر تخدير الشعوب المسلمة بإيهامها أن التصدي للصفقة لا يكون إلا من خلال الشرعية الدولية وأن أنظمتهم تبذل وسعها في ذلك فيمتصون غضبهم ويحرفون أنظارهم عن مطالبة الجيوش بالتحرك لاقتلاع كيان يهود من جذوره، وهم بذلك يعطون كيان يهود المزيد من الوقت كي يستفرد بأهل فلسطين ويضيق عليهم، وها هو قد بدأ بإعداد الخرائط وترتيب الخطوات لتنفيذ بنود الصفقة وعلى رأسها ضم نصف أراضي الضفة الغربية لكيانه المسخ، ولذلك وجب على المسلمين الحذر من هذه القمم ومن خبثها ووجب عليهم التحرك الفوري لاستنهاض الجيوش للتحرك من فورها لتحرير كامل فلسطين وإنقاذها من مكر يهود وأمريكا.

9-2-2020