في تذكير من قادة يهود للسلطة بحجمها الطبيعي ووظيفتها التي من أجلها أوجدتها أمريكا والغرب ودولة يهود، وحرصاً منهم على أن لا ينسى زعماء السلطة ورجالاتها موقعهم من الإعراب، قال رئيس جهاز الموساد السابق افرايم هليفي بحسب وكالة معا في برنامج صباحي من برامج إذاعة الجيش "الإسرائيلي"، بعد أن استضافت الإذاعة على الهاتف صائب عريقات من قطر والذي عبر عن الموقف الفلسطيني الرافض للاستيطان وأن عباس لن يعود للمفاوضات دون تجميد كامل للاستيطان وحتى لو وصل الأمر إلى عدم عقد القمة الثلاثية المزمعة بين مبارك - عباس- نتنياهو، قال هليفي ليضع النقاط على الحروف أمام السلطة:" إنّ صائب عريقات وسلطته يطلقون النار من مسدس فارغ وهم عديمو الإمكانيات ومجرد طلاب للمساعدات الإسرائيلية الأمريكية وأنّ إسرائيل وأمريكا لو توقفتا عن مساعدة السلطة مالياً لانهارت فوراً وأن على السلطة ورئيسها وأجهزتها أن يعرفوا ذلك وان يتواضعوا في تهديداتهم لإسرائيل وإلا...".
بالرغم من كل الجهود التي تبذلها السلطة لإرضاء كيان يهود، إلا أن ذلك لم يشفع لها، ورغم أن الأجهزة الأمنية قد أصبحت بفضل جهود دايتون الذراع الأمني المخلص ليهود إلا أن ذلك لم يمنع يهود من اعتبارها فاشلة وعديمة الفائدة لأنها لا تتجسس على شعبها بشكل كافٍ لمنع أي تفكير بعملية ضد يهود حيث قال هليفي :"إنّ الأجهزة الأمنية فاشلة ولا تحارب منفذي العمليات ولا تعتقلهم وأن جهاز الشاباك هو الذي يقوم بالعمل ولو لا ذلك لتواصلت العمليات ضد إسرائيل".
ووصل الأمر بهليفي إلى حد تهديد السلطة بالإنهاء والاستغناء عن خدماتها، في موقف يقطر ذلا وعاراً على السلطة ورجالاتها، حيث قال: "إنّ رئيس السلطة لا لزوم له وآن الأوان للتخلص منه لأنه يشكل عبئا على إسرائيل هو وسلطته وأجهزته وأن إسرائيل يجب أن تعمل على إيجاد بدائل عنه".
وفي جواب له عن سؤال المذيع: هل سيكون البديل عنه حماس؟ أجاب هليفي:"نعم حماس ونحن أصلا نفتح خطوطا مع حماس منذ فترة ولماذا نخفي ذلك، سواء في قصة شاليط أو في غيرها وهذا أفضل من السلطة ورئيسها ووزاراتها وأجهزتها الأمنية التي يجب أن ننهيها كما انهينا روابط القرى من قبل".
هذا هو مقام السلطة عند يهود، خادم يعتقد يهود بأنها إن أكرمته تمرد، فلا بد أن تهينه حتى تملكه كالعبد اللئيم، ولا يوجد عند قادة يهود أدنى حرج أو تردد في التخلص من سلطة عباس وقتما أحبت أو ارتأت أنها أصبحت عديمة الفائدة، فيا لهوان السلطة عند يهود!! أي ذل هذا الذي وصل إليه قادة السلطة ورجالاتها؟!
وتكتمل الحلقة في التفكير باستبدال حماس بعباس، وكأن الأصل عند يهود أن تبقى السلطة خادما أمينا وعبدا مطيعا ونافعا في الوقت ذاته، بغض النظر من الذي يدير السلطة؟!
يهود يتصرفون وكأنهم أسياد يجب أن يُسخر الجميع لخدمتها، بينما رجال السلطة أقزام لا ينبغي لهم التأفف أو التهديد.
وبعد كل هذا، هل يبقى لعاقل على وجه الدنيا عذراً في الظن بأن السلطة أي سلطة تحت حراب الاحتلال فيها ذرة من نفعٍ أو خير لفلسطين وللإسلام، حتى يتنازع الفرقاء لتعديل الحصص في السلطة؟
هذا برهان ساطع على أنّ السلطة تحت حراب الاحتلال مهما تنوع لونها أو تغير قادتها لن تكون إلا لخدمة الاحتلال وتمكينه، بل إن السلطة التي أوجدها الغرب وكيان يهود للتنازل عن فلسطين، أصبحت ذراعا أمنيا لكيان يهود وتلاحق كل من يرفض هذا الكيان اليهودي المجرم، ولا يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة إلا من ختم الله على قلبه وسمعه وبصره فبات لا يفقه شيئا.
وهنا نذكر بقول الله تعالى من بقي في قلبه ذرة من إيمان بالله تعالى وأحكامه، نذكره بقول الله تعالى :{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
6-1-2009