تعليق صحفي
الواقعية في المراهنة على الأمة الإسلامية وقواها الحية لا بتسليم قضايانا للمستعمرين!
في مقال للدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كتبه تحت عنوان "من واجب الإتحاد الأوروبي الاعتراف بفلسطين"، ونشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، طالب فيه عريقات دول الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً ذلك مسؤولية أوروبية وفرصة ذهبية لتعزيز دور أوروبا في إحلال السلام العادل والدائم، ولإثبات قدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا وحماية الركائز الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
إن مثل هذه المطالبات قمة في العدمية والذهاب إلى المجهول، وليس كما يعتبرها السيد عريقات بأنها واقعية جداً، فمنذ متى أنصفت أوروبا الأمة في قضاياها بشكل عام، وفي قضية فلسطين بشكل خاص، أليست أوروبا هي من قسمت بلاد المسلمين واعتبرتها مستعمرات خاصة بها بعد أن هدمت دولتنا دولة الخلافة؟! أليست أوروبا هي التي زرعت كيان يهود في الأرض المباركة فلسطين كخنجر مسموم في خاصرة الأمة ليبقي على حالة التشرذم فيها؟! فهل يعقل أن تنصفنا على حساب مصالحها؟! أليس ما يسمى بالقانون الدولي قد صاغته الدول الاستعمارية الكبرى؟! وعلى رأسها أوروبا وأمريكا، لتحافظ على مصالحها من خلال قهر الشعوب، ونهب خيراتها، والهيمنة على العالم؟! وهل تتمسك الدول الاستعمارية بذلك القانون إلا بقدر تحقيقه لمصالحها؟! فإن تعارض مع مصالحها داست عليه "ببساطير" جندها وجنازير دباباتها؟! وهل غاب عن السيد عريقات أن المنافسة بين أوروبا وأمريكا هي منافسة وصراع بين قوى استعمارية لا بين صناع سلام؟ّ!
لو كانت السلطة ومنظمة التحرير -التي لم يبق لها من اسمها نصيب- حريصة يا دكتور عريقات على فلسطين وقضيتها، وتريد حقاً أن يعود الحق لأهله، كان الأصل أن يكون عنوان مقالك "من واجب الأمة الإسلامية تحرير فلسطين"، حينئذ -فقط- تكون التوقعات واقعية جداً، وتكون المطالب في الاتجاه الصحيح، ونتائجها أكيدة وحتمية.
20-1-2020