تعليق صحفي

لا تلوموا ترامب فحسب بل لوموا أنفسكم كذلك يا قادة السلطة إن كنتم صادقين!

   أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، أنّ الجرائم التي يمارسها قطعان المستوطنين بحماية كاملة من جنود الاحتلال، ما هي إلا نتيجة لسياسات إدارة الرئيس ترامب ونتنياهو. جاء ذلك، خلال زيارة له قام بها لبلدة الطيبة شرق رام الله، حيث اطلع على ما قامت به مجموعة من قطعان المستوطنين التي اعتدت على البلدة، وقامت بحرق سيارة لعائلة مكونة من زوجين شابين وطفلتيهما.

عجيب أمر هذه السلطة! تلقي باللائمة على ترامب لمباركته التوسع الاستيطاني، وتنسى نفسها وهي من تسخر عشرات الآلاف من رجالاتها لحماية المستوطنات، الجديدة منها والقديمة!! وتعتب على نتنياهو لركله أزلامها بقدمه، ومع ذلك ما زال رئيسها يتوسل إليه ليلقاه رغم تغوله في الضفة وجعله من القدس عاصمة لكيان يهود، وإعلانه أنه سيشرع بضم غور الأردن وشمال البحر الميت!

ثم أليس رجال السلطة الذين يشتكون من التناغم بين نتنياهو وترامب، هم من برروا من قبل ومن بعد سبب سقوطهم الجماعي في مستنقع أوسلو الخياني بأنه كان نتيجة الانحياز الأمريكي المطلق مع كيان يهود؟ فبماذا اختلفت إدارة ترامب عن سابقاتها؟

لن يكون ترامب فلسطينيا أكثر من فلسطينيتكم! يا أزلام السلطة، فرؤساء الدول الكبرى يعملون ويغيرون من خططهم وفقا لمصالحهم ومصالح حلفائهم، ولا يقيمون وزنا للدمى التي تنفذ سياساتهم، فإذا كان انتشار المستوطنات يشكل عامل قلق حقيقي لكم، فكفوا عن حراستها وأعلنوا عن انتهاء خدمتكم ليهود وانهوا مهزلة التنسيق الأمني الفضيحة، وارجعوا قضية فلسطين لحضن الأمة بعد أن اختطفتموها وزعمتم تمثيلكم الشرعي والوحيد لأهلها، فعندها ستضطر إدارة ترامب لإعادة حساباتها.

أما تكرار النحيب على أطلال السلام الذي أهدرته سياسات ترامب ونتنياهو، فلن يزيدكم إلا مقتا وخسارا عند شعبكم وعند عدوكم على حد سواء.

أما أهل فلسطين فلا يعولون على مخططات أمريكا القديمة منها والجديدة، وإنما يتطلعون لأمتهم وجيوشها، لتعيد الكرة من جديد فتحرر الأرض المباركة كما فعلت من قبل وتقتلع كيان يهود من جذوره مرة واحدة وإلى الأبد.

(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا)

3/12/2019