تعليق صحفي

نصرة المسجد الأقصى لا تكون بشد الرحال إليه تحت حراب الاحتلال وبإذنه

بل تكون بتحريك الجيوش لتطهيره من رجس يهود

أوضح قاضي القضاة لدى السلطة الفلسطينية محمود الهباش "أن الاعتداءات على المسجد الأقصى تتطلب من العالم الإسلامي أن يتخذ قراراً واضحاً عبر مؤسساته الرسمية والدينية ورجال الفكر والإعلام بالدعوة إلى شد الرحال إلى مدينة القدس والرباط في المسجد الأقصى، للتأكيد على إسلامية المسجد وإيصال رسالة واضحة للعالم أن المساس بالقدس والأقصى هو مساس لعقيدة أكثر من مليار ونصف مسلم في كل بقاع الأرض، وأن الحرب الدينية التي تسعى دولة الاحتلال لإشعالها سيكتوي بنارها كل العالم ولن يسلم منها أو من تبعاتها أي كان على وجه الأرض".

إن دعوة المسلمين من خارج فلسطين وهم الذين يعيشون في دول لها جيوش قادرة على تحرير الأرض المباركة في أيام من أجل شد الرحال إلى الأقصى تحت حراب الاحتلال لهو خذلان للمسجد الأقصى والأرض المباركة وأهل فلسطين، فالسلطة ورجالها يعلمون أن المسجد الأقصى ليس بحاجة إلى زيارات له بتصريح من كيان يهود، ويعلمون أن ذلك لو حصل لن يوقف اعتداء أو يردع حاخاما حاقدا، ولكنهم لا يجدون بديلا لذلك سوى الحقيقة التي يخشونها هم وأسيادهم، وهي استنهاض الأمة الإسلامية لإسقاط الأنظمة الخائنة وتحريك الجيوش المقيدة في ثكناتها أو المشغولة في معارك لا ناقة للمسلمين فيها ولا جمل وتوجيهها للقضاء على كيان يهود وتطهير الأرض من شروره، وهو ما يعني القضاء على المشاريع الغربية الوطنية التي تجري في عروقهم مجرى الدم، تلك المشاريع التي حلت لديهم محل الأحكام الشرعية والحلول العملية للقضية.

وكذلك القول بأن الصراع في الأرض المباركة ليس صراعا دينيا وأن كيان يهود يحاول جر الأمور إلى ذلك المربع الخطير فهذا أيضاً تضليل ولذات السبب وهو منع سقوط المشاريع الغربية الوطنية الضيقة، وهو حماقة وتنكر للحقيقة، واستمالة للغرب الكافر الذي لا يعجبه تعبير الصراع الديني، فالصراع على قضية فلسطين هو صراع بين إسلام وكفر من اليوم الأول وليس صراعا تاريخيا بين كنعان وبني إسرائيل، أو وطنيا بين منظمة التحرير وحزب الليكود، أو جغرافيا بين فلسطين على 67 و(إسرائيل) على 48 كما تحاول أن تروج له السلطة وأشياعها، بل هو صراع ديني عقدي بين كيان غاصب كافر تدعمه وتسانده دول كافرة زرعت هذا الكيان الخبيث في فلسطين وأمدته بأسباب البقاء وبين أمة الإسلام التي تتأهب لإقامة دولة الخلافة التي ستحسم هذا الصراع في معركة فاصلة بجيوش يقودها قائد مخلص يحمل راية التوحيد ليقتلع كيان يهود من جذوره ويخلص الأرض المباركة من شروره، فتتحقق بذلك بشرى خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم. عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ).رواه مسلم

30-9-2019