تعليق صحفي
اجتماع منظمة التعاون الإسلامي حبر على ورق في مواجهة التهويد والحفريات والتدنيس الفعلي على أرض الواقع!
بعد تزايد جرائم كيان يهود في الفترة الأخيرة بحق فلسطين بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص، من اقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين وزعماء كيان يهود إلى هدم منازل أهل القدس بحجة عدم الترخيص والسماح للجمعيات الاستيطانية بالاستحواذ على العقارات في المدينة، إلى تواصل الحفريات والأنفاق أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وليس آخرها افتتاح نفق "طريق الحجاج اليهود" الذي يمتد من بركة سلوان وحتى حائط البراق أسفل المنازل في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بعد كل هذه الجرائم جاء هذا الاجتماع (الاستثنائي) على عادته ليشجب ويدين على استحياء في محاولة لتخدير الرأي العام وإسكاته!
لقد سأم المسلمون على مر عقود من الاجتماعات (الاستثنائية)، التي تعقدها الأنظمة المجرمة والعميلة للغرب والمنظمات التي خرجت من صلبهم، والتي عادة تأتي بعد سلسلة طويلة من الجرائم وهجمة شرسة من كيان يهود على أهل فلسطين والمسجد الأقصى والأرض المباركة، لتخرج تلك الاجتماعات بالبيان الختامي المجتر والمكرر والمملول والذي يبقى حبرا على ورق، حيث تضمن البيان الختامي للاجتماع إدانة سياسة التطهير العرقي التي تمارسها (إسرائيل) من خلال سياسات التهجير القسري ومواصلة هدمها لمنازل الفلسطينيين في مدينة القدس، ورفض جميع ممارسات (إسرائيل) الاستعمارية بما فيها أنشطتها الاستيطانية وبناء جدار الضم والتوسع، وكذلك أعمال الحفريات غير القانونية والاستفزازية تحت الحرم القدسي الشريف ومحيطه، وحذر من المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك، ومن خطورة الاقتحامات المتواصلة للمسؤولين والمستوطنين "الإسرائيليين"، وحملوا (إسرائيل) مسؤولية وعواقب هذه الممارسات العنصرية والعدائية، بحسب البيان الصادر عن الاجتماع.
هكذا هي بياناتهم الخيانية التي بات تُعرف مضامينها قبل صدورها، فهي لا تخرج عن مفردات الإدانة والرفض والتحذير وتحميل المسؤولية! ثم تبادل للصور التذكارية والابتسامات العريضة والتنقل بين البلاد بكل تفاخر ودون خجل ولا حياء من الحكام الأنذال وممثليهم ووزرائهم الذين امتهنوا الذل فلم يعودوا يخجلون من الأمة التي كشفتهم وباتت تعلم أن الخيانة تجري في عروقهم مجرى الدم، وتجردوا من الحياء فتجرؤوا على أحكام الله وشرعه فأسقطوا من اجتماعاتهم وتصريحاتهم وأجنداتهم الحكم الشرعي الذي يوجب على جيوش الأمة التحرك الفوري لإنقاذ المسجد الأقصى وتحرير كامل الأرض المباركة ورفع الظلم عن أهل فلسطين، واستبدلوا بذلك الإقرار بشرعية كيان يهود على معظم الأرض المباركة وإدانة ما يمارسه على بقية الأرض من ظلم وقمع وتهجير وقتل!!
إن الواجب على المسلمين أن يتحركوا من فورهم لإسقاط الأنظمة العميلة ووقف هذه الاجتماعات المخزية، ففي اللحظة التي ينفذ كيان يهود سياسته الوحشية والسرطانية على أرض الواقع، وفي اللحظة التي يتخذ فيها ترامب القرار تلو القرار لتصفية قضية فلسطين، وفي اللحظة التي يحمل فريدمان المطرقة بيده لافتتاح النفق الأخير "طريق حجاج اليهود"، تأتي هذه الاجتماعات بأيدي آثمة تحمل أقلام الذل لتسطر المزيد من سطور الحبر المخزي الذي لا يقدم ولا يؤخر في وقف اعتداء أو رفع ظلم عن الأرض المباركة وأهلها، وفي المقابل نراها تبذل كل جهد لمساعدة الأنظمة على تكبيل الجيوش ومنع تفعيل دورها لتعيد للأمة عزتها فتجتث كيان يهود من جذوره وتنهي نفوذ أمريكا والغرب من بلاد المسلمين.
18-7-2019