تعليق صحفي
صفقة ترامب تجمع بين الرشوة والخيانة! وأهل الأرض المباركة أهلٌ لركلها بأقدامهم
نشر المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات الشق الاقتصادي لما بات يعرف بصفقة القرن تحت عنوان "من السلام إلى الازدهار... رؤية جديدة للشعب الفلسطيني"، وتضمن ما نشر مجمل الجانب الاقتصادي للصفقة مترجم إلى اللغة العربية، وغرد غرينبلات على تويتر"... إن الفلسطينيين والمنطقة مطالبون بفرصة للحكم على خطتنا الاقتصادية بأنفسهم".
يأتي هذا النشر بعد أيام قليلة على انتهاء ورشة التآمر التي عقدت في عاصمة البحرين المنامة بحضور جمع من السماسرة والخونة الذين يتكسبون من المتاجرة بقضايا الأمة، يقودهم ويوجههم مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومبعوثه للسلام للشرق الأوسط جيسون غرينبلات الذي نشر الجانب الاقتصادي للخطة بشكل رسمي ومفصل ومترجم.
ومن خلال الاطلاع على هذا الشق يظهر بشكل واضح وجلي أن الولايات المتحدة تريد تقديم رشوة لأهل الأرض المباركة في حال قبولهم بالجانب السياسي لصفقتهم المشؤومة حيث يركز ما نُشر على الحديث عن تطوير قطاع الصناعة والتجارة والسياحة والزراعة والتعليم والصحة ودعم القطاع الخاص والعام وتوفير فرص عمل ودعم الصادرات واستخراج الثروات وتسهيل تملك العقارات وامتلاكها... وأن الولايات المتحدة تريد أن تحول الضفة الغربية وقطاع غزة بزعمها إلى سنغافورة أو اليابان أو كوريا الجنوبية أو حتى ألمانيا إذا ما نجحت في تطبيق صفقتها المشؤومة، وهنا لابد من الإشارة إلى نقاط مهمة:
1. إن الحكم الشرعي ثابت وواضح، وهو أنه يحرم التفريط بشبر واحد من الأرض المباركة مقابل أموال دول العالم مجتمعة، فكيف الحال إن كان التفريط بمعظم الأرض المباركة مقابل هذه الرشوة التي لا يقبل بها إلا خائن ومنافق؟! ورحم الله السلطان عبد الحميد الذي رفض التفريط بجزء من فلسطين مقابل رشوة فاقت هذه أضعافا مضاعفة.
2. إن الغرب كاذب ومخادع وهو كالشيطان في وعوده ((وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)) فقد وعد الغرب أهل فلسطين مرات ومرات بتسهيلات وانفراجات ولكن على أرض الواقع كان يحصل العكس، واتفاقية أوسلو المشؤومة ليست عنا ببعيدة، وما تضمنته تلك الاتفاقية من وعود تبينَ زيفها وكذبها بعد فترة من الزمن، مرجع جيد لمن أراد التأكد من ذلك، وما نشره غرينبلات لا يخرج عن هذا السياق.
3. على فرض أن ما نشر سوف يطبق بحذافيره، إن قَبل أهل الأرض المباركة بما تريده الولايات المتحدة، فإن ذلك لن يجلب إلا ضنك العيش من فقر وعوز وضياع وذلك لسببين: الأول أن التفريط بالأرض المباركة هو تفريط بالحكم الشرعي وإعراض عن ذكر الله ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)). والثاني أن ما نشر ظاهره الرخاء وباطنه الفقر والعوز حيث أنه يقوم على النظرة الرأسمالية العفنة التي لا تنشر سوى الخراب والدمار أينما حلت وارتحلت.
4. إن الولايات المتحدة تدرك أن خطتها سوف تفشل لا محالة إذا رفضها أهل الأرض المباركة، وهذا مذكور بشكل صريح فيما نشر، حيث ورد في بداية الفصل الثالث "في حين أن تنفيذ مشروع من السلام إلى الازدهار سيتطلب دعماً دولياً كبيراً إلا أنه من غير الممكن تحقيق رؤيا للفلسطينيين دون دعم كامل من الشعب الفلسطيني وقادته". أما الدول الكبرى فقد رمت أهل الأرض المباركة والأمة الإسلامية عن قوس واحد منذ أن تحالفوا لهدم دولة الخلافة ومن ثم غرس الخنجر المسموم كيان يهود في خاصرة الأمة فلا يتوقع منهم إلا كل شر ومكر، وأما (القيادة الفلسطينية) فهي خائنة فمن قَبل بالتفريط بـ80٪ من الأرض المباركة واعترف بأحقية كيان يهود بالوجود و"شرعيته"، وبات يسهر على حمايته وحماية مستوطنيه، ومن سار في ركاب الغرب لعقود طويلة وتبنى مشاريعهم القاتلة وعلى رأسها مشروع حل الدولتين، سوف يقبل بالتفريط بما تبقى وإن اظهر التمنع والرفض، وكما قيل -ومن يهن يسهل الهوان عليه- ولذلك لم يتبق للتصدي لهذه المؤامرة إلا الأمة الإسلامية ومنهم أهل الأرض المباركة الذين كانوا وما زالوا الصخرة التي تحطمت عليها كل المشاريع الغربية السابقة.
5. على أهل الأرض المباركة أن يردوا هذه الرشوة بأقدامهم ولو أدى ذلك إلى مزيد من الفقر والتضييق والحصار، وأن يكون شعارهم لا لإغضاب الله ولا للتفريط بشبر واحد من الأرض المباركة، وكما قيل "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، وليذهب ترامب وصفقته ولتذهب السلطة والأنظمة العربية ومشروع حل الدولتين والمبادرة العربية وصفقة ترامب إلى مزبلة التاريخ فهذه الأرض لا تقبل إلا بحكم الله القاضي بتحريرها كاملة من رجس المحتلين.
6. على الأمة الإسلامية وهي ترى هذا الخطر المحدق بمسرى رسولها صلى الله عليه وسلم أن تتحرك وتعمل بجد ووعي على إسقاط الأنظمة الخائنة التي فاحت رائحة خيانتها ولم تعد تخفى على أحد، وأن تقيم على أنقاضها دولة إسلامية، خلافة راشدة على منهاج النبوة، فتحرك الجيوش لتحرير فلسطين من رجس يهود وتقطع دابر أمريكا والغرب من بلاد المسلمين.
3-7-2019