تعليق صحفي
أرأيتم؟! المبادرة العربية هي مبادرة تطبيع وتفريط ومن يدافع عنها كمن يروج لصفقة ترامب!
قال وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة إن "إسرائيل وُجدت لتبقى، ولها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة". وأكد أن بلاده ودولا عربية أخرى تريد التطبيع معها.
وقال الوزير البحريني إن مبادرة السلام العربية لم تُعرض على جزيرة أو دولة بعيدة، وإنما على "إسرائيل"، وإن بلاده تريد علاقات أفضل معها. ودافع آل خليفة عن حق "إسرائيل" في الوجود كدولة وبحدود آمنة، وقال إن هذا الحق هو ما جعل دولا عربية تعرض عليها مبادرة سلام.
ودعا "الإسرائيليين" إلى التواصل مع القادة العرب، والتوجه إليهم بخصوص أي مشاكل تحتاج للحل.
وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:
1. تظهر تصريحات الوزير البحريني مدى الخنوع والذلة والوقاحة التي وصلت إليها الأنظمة العميلة القائمة في البلاد الإسلامية! والحق أن هذه هي حقيقتها منذ نشأتها غير أنها كانت تستتر منها ولم تكن الظروف تتيح لها اظهار هذه الخيانة.
2. الدفاع عن حق كيان يهود في الوجود هو قاسم مشترك بين كل الأنظمة العميلة، سواء التي أعلنت تماشيها مع صفقة ترامب أو تلك التي أعلنت معارضتها، فكل هذه الأنظمة لا تختلف في "شرعية" وجود كيان يهود من حيث المبدأ، إنما الخلاف حول التفاصيل، بل إنها كالسلطة والأردن ومصر وأنظمة الجوار نصّبت نفسها حارساً أمينا لهذا المحتل.
3. كلام آل خليفة يؤكد أن المبادرة العربية هي مبادرة تطبيع وتفريط، ومن حاول الترويج للتمسك بهذه المبادرة ضد صفقة ترامب إنما يضلل الرأي العام ويسوّق لمزيد من الخيانة والتفريط بمسرى رسول الله والأرض المباركة.
4. صفقة ترامب، والمبادرة العربية التي صاغها الأمريكي توماس فريدمان، كلها خرجت من مشكاة واحدة، والتفضيل بينهما كمن يفضل شكلا من أشكال الانتحار لا كمن يسعى للنجاة.
5. كما تظهر تصريحات آل خليفة مدى الحميمية التي يشعر بها الحكام تجاه كيان يهود المحتل إذ يطلب من يهود التوجه إليهم لحل مشكلاتهم، وهذه التصريحات تؤكد أن هؤلاء الحكام ليسوا من جنس الأمة بل هم من حلف أعدائها، فهم رحماء على المحتلين أشداء على المسلمين.
6. إن الواجب يحتم على الأمة أن تغذّ السير نحو الإطاحة بهؤلاء الحكام العملاء، وأن تسترد سلطانها المغصوب، فتقيم دولة العز، دولة تطبق الإسلام وتعيد للأمة مكانتها واحترامها بين الأمم بعد أن مرّغها هؤلاء الخونة في التراب، دولة تُنصر بالرعب وتحكم بالعدل، خلافة راشدة على منهاج النبوة. هذا هو مشروع الأمة التحرري والنهضوي، وبغيره ستبقى الأمة في دوامة الضياع والخضوع للأعداء.
2019-6-27