تعليق صحفي

السلطة عند محاربة الفساد حمامة سلام وقانون!أما في محاربة أهل فلسطين فغولٌ متوحش!

  قال الناطق الإعلامي في حركة فتح، منير الجاغوب، إنّ رئيس السلطة عباس قام بتصويب الأخطاء التي حدثت في رواتب وزراء الحكومة السابقة، وفي لقاء له مع شبيبة فتح أمس السبت، قال رئيس السلطة محمود عباس: فيما يخص قرار رفع رواتب الوزراء أخطأنا وصححنا الخطأ وعلى الجميع تصويب من يخطئ.. والخطأ هو الاستمرار بالخطأ. وأضاف الرئيس: "وعلى كل من أخذ قرشاً مش من حقة يرجعو"، بحسب الناطق.

بعد أن كُشف عن فساد السلطة المالي وافتضح أمر وزرائها في ظل الحديث عن أزمة مالية وتضييق الخناق على الموظفين الفقراء واقتطاع ما يقارب نصف رواتبهم، يخرج رئيس السلطة ليقول بأنهم قد صححوا الخطأ وكأن المسألة كانت خطأ فنيا أو مطبعيا!! فهل السلطة الغارقة بالفساد الإداري والمالي، والتي تحول فيها قادتها وأركانها إلى مسترزقين يقتاتون على مشروع السلطة الذي بات معروفا بأنه مشروع استثماري، هل كل فسادها بات خطأ فنيا أيضا أو خطأ مطبعيا؟!

ثم ما هذا التسامح العجيب من رئيس السلطة إذ يترك أمر إرجاع الأموال إلى شهامة وأخلاق الفاسدين؟! بينما يترك أمر قمع أهل فلسطين وملاحقة كل من يعارض خيانتها إلى القوات الأمنية المدججة بالسلاح والهراوات لتقتحم البيوت ليلا كقوات يهود وتروع الآمنين وتعتقل السياسيين؟!

 فعند محاربة الفساد ترى السلطة حمامة سلام، تقدّس القانون وتترك الأمور للإجراءات القانونية واللجان التمويهية، لتُضيّع الحقوق أو تتركها إلى شهامة وأخلاق الفاسدين! أما عند الحاجة لحماية مشاريع ومؤامرات السلطة الخيانية فتراها كغول متوحش لا تسمح لأحد بتعكير صفو السلام مع كيان يهود أو صفو العلاقات مع الدول الاستعمارية، حتى ولو كان ذلك بالدوس على قانونها وامتطاء القضاء وتسخير الأتباع والأشياع.

إن فساد السلطة ومحاربتها لأهل فلسطين ولقضية فلسطين بات أمرا لا يخفى على أحد، وتعجز السلطة عن ستره، وبات واجبا على أهل فلسطين أن يصرخوا في وجه السلطة لتعلم أنّ الناس لم يعد ينطلي عليهم مسرحياتها الهزيلة ومعاركها الدنكشوتية.

16/6/2019