تعليق صحفي

السلطة بعد أن بلغت مبلغا عظيما في الخيانة تريد أن تعلم ذلك للأجيال القادمة

أطلقت وزارة التربية والتعليم كُتيب "قدوتنا رئيسنا" ضمن مبادرةٍ بعنوان "لأجل فلسطين نتعلم"، وهو مكونٌ من اقتباسات مأخوذة من كتب لرئيس السلطة محمود عباس، ليصبح هذا الكتيب حديث "السوشال ميديا" في فلسطين.

وقال وزير التربية مروان عورتاني، إن الوزارة ملتزمة بطباعة هذا الكتيب وتعميمه على كافة مدارس الوطن، مضيفًا أن تدريس طلبة المدارس هذه الاقتباسات مبادرة مهمة لتنمية مهاراتهم الإبداعية لإبراز الهوية الوطنية وإحداث التطوير والتغيير المنشود. وبيّن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، أن طباعة الكتيب جاءت بقرارٍ من رئيس السلطة محمود عباس وأن يتم توزيعه على كافة المؤسسات التعليمية في الوطن.

ولقي هذا الموضوع تفاعلاً كبيرًا على "السوشال ميديا"، وسط مقارنات مع ما وصفه المعلقون مديح الزعماء العرب في الإعلام والتعليم، كما استعادوا تصريحاتٍ لعباس حول التنسيق الأمني ورفض المقاومة المسلحة وتساءلوا إن كان الكتيب سيتضمن مثل هذه التصريحات.

إنّ هذه المبادرة الوقحة التي لا تعني سوى أن السلطة والمنظمة والحكومة قد ارتكسوا إلى مستوى وضيع لا يقبله لنفسه إلا من رضي أن يكون مرتزقة بلا قيم ولا أخلاق، لتعزز القناعة بكارثية مواصلة السكوت عنها.

فكفاح عباس المستميت ومنذ هندسته لأوسلو الخيانية ومن ثم تعهده بإنهاء عذابات يهود ومرورا بتقديسه للتنسيق الأمني مع قوات يهود، وصولا إلى ما هو عليه الآن من إصرار على التفريط بفلسطين ونضال من أجل تطويب ثلاثة أرباع فلسطين لكيان اليهود مقابل دويلة مسخ فيما تبقى من أرض فلسطين، بل والقتال من أجل مشروع أمريكا الأول لتثبت يهود في خاصرة الأمة الإسلامية، ألا وهو حل الدولتين الخياني، كل هذا، بل إنّ بعضه كاف لكل من بقي عنده ذرة من شرف أو قيم أن يجعل من السلطة وقادتها سبة وعارا على فلسطين وأهلها.

وهذا يؤكد ما قلناه وأكدنا عليه منذ عقود بأن منظمة التحرير والسلطة إنما هي صنيعة الاستعمار وأداته لتضييع فلسطين وتثبيت الاحتلال، فها قد جاء اليوم الذي يجاهر فيه هؤلاء بالخيانة والتفريط، بل ويريدون أن يعلموا الخيانة لأبناء المدارس على أنها بطولة وقدوة.

إنّ الكلمات لتعجز عن وصف هذه السوءة، فإنجازات عباس وسلطته على صعيد محاربة أهل فلسطين في قوتهم ودينهم ورباطهم يشهد له بها يهود والغرب، وكون السلطة مصلحة استراتيجية لأمريكا والغرب ويهود أمر صرحوا به مرارا وتكرارا، فهل تريد السلطة أن تدرس أبناءنا وتعلمهم كيف يصبحوا مثل هذا النموذج العار؟!

لن تتوقف السلطة عن مسيرتها الخيانية وخطواتها الحثيثة في خدمة الغرب ويهود، وعداء فلسطين وأهلها ومقدساتها، ما دام فيها عرق ينبض، فهي كشجرة خبيثة أصلها خبيث وفرعها يعكس أصلها.

وحريٌ بأهل فلسطين أن يعلوا الصوت في وجه هذه السلطة المارقة وقادتها المجرمين، بأن يكفوا أيديهم عن أهل فلسطين وأبنائها، قبل أن نصحوا على يوم نرى فيه السلطة تريد أن تمنع القرآن والأذان كما فعل مصطفى كمال من قبل.

10/5/2019