تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية ماضية في مبارزة الله بالعداوة وتعمل بخطى حثيثة لنشر ثقافة الربا

انطلقت، يوم الأحد، فعاليات الأسبوع المصرفي للأطفال والشباب 2019 في قاعة القلعة في نابلس، بالشراكة ما بين القطاع المصرفي ووزارة التربية والتعليم العالي، وبرنامج التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وقال محافظ سلطة النقد عزام الشوا في كلمته "إن انطلاق الأسبوع المصرفي يأتي للعام السابع على التوالي، ويعتبر جزءا هاما من العملية التعليمية في فلسطين، مشيرا إلى أن الفعالية لهذا العام تستهدف 95 ألف طالب/ة من الصف الثامن الأساسي، موزعين على 1754 مدرسة، مشيرا إلى أنه منذ انطلاق هذه الفعاليات إلى الآن تم استهداف 660 ألف طالب/ة. وقال "إن مثل هذه الفعاليات لها أثر واضح في تحقيق التنمية الفكرية والثقافية بالمفاهيم والمبادئ المالية والمصرفية لدى جيل المستقبل".

ما تزال السلطة الفلسطينية لا تدخر جهدا في خدمة الاستعمار والاحتلال، فإلى جانب التنسيق الأمني المخز واتفاقيات السلام ومشروع التفريط الذي تواصل السير فيه، تواصل أيضا العمل على محاربة الإسلام لدى أهل فلسطين، وسعيها الحثيث لعلمنة المجتمع استجابة لأوامر أسيادها في حربهم العالمية على الإسلام.

فالسلطة وللسنة السابعة تفاخر بأنها تعمل على نشر ثقافة الربا بين أوساط طلابنا، تحت مسمى المبادئ المالية والمصرفية!، فهل هناك مبادئ مالية ومصرفية لدى البنوك في فلسطين ولدى النظام الرأسمالي كله لا تقوم على أساس الربا والمعاملات الربوية؟! بالطبع لا، فالنظام الرأسمالي لا يتصور وجود حياة مصرفية بدون الربا والذي يسمونه الفائدة.

فما حاجة أهل فلسطين وأبنائها لتعلم ثقافة الربا والمعاملات الصرفية التي تقوم على الربا؟! وهل أصاب ما أصاب المسلمين من كوارث اقتصادية وضنك في العيش إلا بسبب النظام الرأسمالي وثقافة الاستعمار الاقتصادية؟!

إنّ ما تحاول أن تنشره السلطة بين أوساط أبناء في فلسطين من تقبل لنمط الحياة الرأسمالية المصرفية القائمة على الربا، لهو مبارزة لله بالعداوة، فهي تروج لمعصية الله وتحاول أن ترسخ مفاهيم الكفر لدى المسلمين في فلسطين، وذلك خدمة للاستعمار.

فحرمة الربا من المعلوم من الدين بالضرورة، وهي لا تخفى على أحد، بل هي من أعظم الموبقات والموجبات لسخط الله وغضبه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ}، وقال: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. فأي إجرام هذا الذي تقوم به السلطة من خلال سعيها لنشر ثقافة الربا بين أبناء فلسطين؟!

لقد بات واجبا على كل المخلصين من أهل فلسطين أن يرفعوا الصوت عاليا في وجه السلطة المجرمة لتكف أيديها عن أبنائنا وبلادنا وديننا، وبغير ذلك ستواصل السلطة تقديم خدماتها الكبيرة للاحتلال والاستعمار والغرب المجرم على حساب فلسطين وأهلها، من أجل البقاء في سلطة باتت لا تعدو مشروعا استثماريا قذرا في نظر أزلامها.

21/3/2019