حزب التحرير يؤكد دعمه للحراك الرافض لقانون الضمان الاجتماعي

أكد حزب التحرير في فلسطين دعمه للحراك الرافض لقانون الضمان الاجتماعي، وذلك خلال الاجتماع العشائري الحاشد الذي دعا إليه الحراك العمالي واحتضنه ديوان آل الجعبري في الخليل مساء السبت ١٢-١-٢٠١٩م.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الدكتور مصعب أبو عرقوب، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، والتي أكد فيها على موقف الحزب الرافض لقانون الضمان الاجتماعي.

وأكد أبو عرقوب أن حزب التحرير قد حذر من خطورة هذا القانون وآثاره الكارثية على أهل فلسطين واقتصادها منذ اللحظات الأولى لطرحه، وبيّن بطلانه شرعا وخطره سياسياً في أكثر من مقام. وقد عقد الحزب عشرات الدروس والمحاضرات والخطب في المساجد والدواوين والقاعات، وألقى شبابه الكلمات وأصدر البيانات لتوعية أهل فلسطين على ظلم هذا القانون ونتائجه الكارثية، وفي سبيل ذلك أعتقل شبابه وضيق عليهم لكنه واصل عمله ابتغاء مرضاة الله وتبنياً لمصالح أهل فلسطين وكشفاً لما يحاك ضدهم.

وبيّن أبو عرقوب في كلمته أن إقرار قانون الضمان الاجتماعي سيؤدي إلى تنصل السلطة من كل التزاماتها تجاه الفقراء والضعفاء والمحتاجين بذريعة وجود مؤسسة الضمان الاجتماعي، وستجمع الأموال الطائلة من الموظفين والعمال وأرباب العمل، والتي ستكون بمثابة ثروة لا تنضب بيد السلطة.

وقد طالب أبو عرقوب الحضور بالوقوف يدا واحد ة لإلغاء هذا القانون الظالم وعدم الانجرار وراء من يسعى لتعديله أو إدخال الرتوش عليه لتجميله حتى تستطيع السلطة تمريره، لأنه قانون باطل من أساسه وفاسد في كل تفريعاته.

وخاطب العمال والعشائر بقوله "ارفضوا هذا القانون كاملاً ولا تقبلوا المساومات على تعديله، وإنكم قادرون بإذن الله وبتكاتفكم وإصراركم ووقوفكم يدا واحدة قادرون على إسقاطه".

وأكد أبو عرقوب للحضور أن حزب التحرير يقف معهم ضد هذا القانون الجائر ويدعم تحركهم ويؤكد على أن مطالبهم حق، وطالب كل المخلصين والغيورين من أهل فلسطين أن يقفوا ضد هذا القانون الجائر.

 

وفيما يلي نص الكلمة كاملة

 

كلمة حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في اجتماع العشائر في ديوان الجعبري

لرفض قانون الضمان الاجتماعي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، أما بعد:

حيا الله كرام فلسطين، حيا الله عشائر الخليل وجبلها وبيت لحم والشمال وكل الحاضرين من أهلنا وعمالنا وتجارنا وأصحاب الأعمال والمصانع، وكل المخلصين الحريصين على مصلحة وصمود أهل فلسطين في الأرض المباركة، وبارك الله بكم ولكم هذا الاجتماع الخيّر.

الأخوة الكرام ...الجمع المبارك:

 لقد حذر حزب التحرير من خطورة قانون الضمان الاجتماعي وآثاره الكارثية على أهل فلسطين واقتصادها منذ اللحظات الأولى لطرح هذا القانون المشئوم، وبيّن الحزب بطلان هذا القانون شرعا وبيّن خطره سياسياً في أكثر من مقام، وإننا في هذا الجمع الكريم نؤكد على موقفنا الواضح من هذا القانون.

الحضور الكريم:

إن قانون الضمان الاجتماعي المشئوم هو أحد أساليب النظام الرأسمالي العفن لتهرب الدول من مسئولياتها في رعاية الشعوب من ناحية التطبيب والتعليم وإعالة الفقير والمحتاج والعاجز نتيجة الشيخوخة أو الإصابات ومنها إصابة العمل أو المرض المقعِد، أو نتيجة عجزه عن إيجاد عمل بسبب البطالة، حيث ابتكروا مؤسسة خاصة أسموها مؤسسة الضمان الاجتماعي وهي أشبه ما تكون بتأمين إلزامي مجحف بحق جميع الناس، أما الذي لم يشترك في مؤسسة الضمان لسبب من الأسباب فليس له أي حق من الحقوق على الدولة!.

والناظر في قانون الضمان الاجتماعي يجده ظلماتٍ بعضُها فوق بعض، حيث نرى أن المعاش التقاعدي المستقبلي الذي ستقدمه مؤسسة الضمان بعد 15 عاماً من الاشتراك لن يكفي لسد الحاجات الأساسية للعائلة، وهو بذلك يساهم في إفقار العمال مرتين، الأولى فور تطبيق القانون من خلال اقتطاع ما نسبته 7.2% من معاشهم الذي بالكاد يكفيهم لسد حاجاتهم الأساسية، والثانية بعد تقاعدهم حيث لن يتقاضوا معاشاً يكفيهم، ومشروطاً بأن لا يكون لديهم عمل آخر أو معيل، فالأرملة إن تزوجت فقدت حقها في المعاش، واليتيم إن حصل على عمل فقد حقه في المعاش، والعامل إن التحق بعمل بعد سن التقاعد سيُحرم من المعاش.

أهلنا في فلسطين:

بإقرار قانون الضمان الاجتماعي ستتنصل السلطة من كل التزاماتها تجاه الفقراء والضعفاء والمحتاجين بذريعة وجود مؤسسة الضمان الاجتماعي، وستجمع الأموال الطائلة من الموظفين والعمال وأرباب العمل، والتي ستكون بمثابة ثروة لا تنضب بيد السلطة ... والخطورة لا تقف عند هذا الحد، فهذا الصندوق سيسحب من التداول مئات الملايين من الأموال ليستثمرها في ربا البنوك أو في البورصات وأسواق الأسهم، أو الاستثمار في الخارج، مما سيجعل هذه الأموال بيد حفنة من الرأسماليين الكبار الذين سيزدادون ثراء على ثرائهم، أو يخرجها إلى مؤسسات ومستثمرين أجانب، وهذا سيؤثر بشكل سلبي على حجم السيولة المالية التي في السوق، ويضاف إلى ما سبق، ماذا ستفعل السلطة إذا خسرت هذه الأموال في الأسواق المالية؟! وإذا خرجت هذه الأموال إلى الخارج فمن الذي يضمن عودتها؟!

أهلنا وعشائرنا وعمالنا الكرام:

إن قانون الضمان الاجتماعي إلزامي للعامل ولرب العمل، وهو بذلك أكل لأموال الناس بالباطل، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ»، فلا يحق للسلطة ولا لغيرها أن تأخذ ديناراً واحداً من المسلم بغير رضاه أو بدون وجه حق.

إخواننا العمال ...أهلنا في فلسطين:

 إن هذا القانون فوق كل سلبياته وظلمه، وفوق كونه مرتعاً خصباً للسرقة والفساد، هو مقامرة طائشة بأموالكم، فإن السلطة وجودها من حيث هو في مهب الريح، ورئيس السلطة قال أكثر من مرة أنه سيسلم مفاتيح السلطة للاحتلال بسبب عدم وجود أفق سياسي يضمن مستقبل السلطة، ولذلك فمن الذي يضمن الضمان؟ ومن يضمن أموالكم؟ ومن يحمي كدّ عمركم؟ إنه ضمان بلا ضمان ولا ضامن.

الحضور الكريم:

إن نتائج ما تنوي السلطة تنفيذه لن تقف عند العمال أو أصحاب العمل، بل إن قانون الضمان ألزم موظفي الهيئات المحلية بالالتحاق بمؤسسة الضمان الاجتماعي لوضع اليد على مدخراتهم، فالأمر سيطال الناس جميعاً فهو يتعلق بالمال الموجود بين أيديهم، فكل من يعيش داخل فلسطين سيكتوي بنار الفقر الذي يُخطط له أعداؤنا وتنفذه السلطة، وهذا عين ما يحصل في البلدان الإسلامية مثل الأردن ومصر وتونس والمغرب، ثم سيتبع هذه الخطوة بشكل آلي رفع مدفوعات الضرائب أضعافاً مضاعفة.

يا أهلنا في فلسطين:

إن استناد السلطة إلى النظام الرأسمالي البشع في كل تشريعاتها وقوانينها، وتبعيتها في كل قراراتها للدول المانحة، هو الذي يجعل كل ما تخطّه السلطة من قوانين..  ظالمة جائرة ...تجلب ضنك العيش على أهل فلسطين، فقفوا في وجه السلطة لإلغاء هذا القانون الظالم ولا تنجروا وراء من يسعى لتعديله أو إدخال الرتوش عليه لتجميله حتى تستطيع السلطة تمريره عليكم، لأنه قانون باطل من أساسه وفاسد في كل تفريعاته...فارفضوه كاملاً ولا تقبلوا المساومات على تعديله.

يا أهلنا في الأرض المباركة فلسطين:

إن الإسلام العظيم، كفل حقوق الناس كافة بصفتهم رعايا للدولة بغض النظر عن ديانتهم وأعراقهم وألوانهم، وكفل لهم حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وتطبيب وتعليم، وبيّن الأحكام الشرعية الكفيلة بالقضاء على الفقر والأحكام الشرعية التي تعالج أمور النفقة على الصغير والكبير والعاجز والمرأة، وألزم الدولة بالعمل على مساعدة الرعية في الحصول على الكماليات بالقدر المستطاع، فنسأل الله تعالى أن يعجل لنا بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستضع الإسلام موضع التطبيق فتقضي على الفقر وتنصف العباد وترعاهم حق الرعاية وتحرر البلاد والعباد من الاحتلال وأدواته من العملاء وحكام الطاغوت، وتحقق الطمأنينة والأمان والعيش الكريم للناس، وتخلصهم من النظام الرأسمالي البشع الذي جر الويلات على البشرية كافة.

أيها العمال الكرام وممثلوهم، يا أصحاب المصالح والمصانع، الإخوة في الحراك العمالي:

إن حزب التحرير يقف معكم ضد هذا القانون الجائر ويدعم تحرككم ويؤكد على أن مطالبكم حق، وأن الآثار الكارثية لقانون الضمان ستطال كل أهل فلسطين، مما يوجب على كل مخلص وغيور من أهل فلسطين أن يقف معكم ضد هذا القانون الجائر، فاثبتوا على مطالبكم واحذروا من الوقوع في تضليل السلطة التي تخوفكم من وقوف الناس والقوى والعشائر معكم بحجة عدم التسيس، فمن واجب الأحزاب والحركات المخلصة والحريصة على الأمة محاسبة الحكام ورفض المظالم التي تقع على الناس.

إن حزب التحرير يقف بكل وضوح وصراحة مع تحرك أهل فلسطين الرافض لهذا القانون المشئوم، وقد عقد الحزب الدروس في المساجد والدواوين وألقى شبابه الكلمات وأصدر البيانات لتوعية أهل فلسطين على ظلم هذا القانون ونتائجه الكارثية، وأعتقل شبابه وضيق عليهم لكنه واصل عمله ابتغاء مرضاة الله في إصرار خبره أهل فلسطين والعالم، وما زال يقف داعما لحراك أهل فلسطين الرافض لهذا القانون الظالم ومع العمال وممثليهم ومع أصحاب المصالح والمصانع، ومع كل مخلص يدعو لإلغاء هذا القانون الظالم والكارثي.

وأخيرا:

يا أهل فلسطين:اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واعلموا أن هذا الظلم إلى زوال وأن هذه الحقبة المريرة في تاريخ الأمة الإسلامية  ليست أكثر من صفحة سوداء في تاريخ الأمة وستطوى هذه الصفحة بكل ما فيها عما قريب إن شاء الله، وسيبقى حملة الدعوة من شباب حزب التحرير يتواصلون ويعيشون مع كافة شرائح الأمة من عمال وتجار وأكاديميين ومهنيين، شباباً وشيبا، يحملون إليهم الخير ويدعونهم إليه، ويكشفون المؤامرات، ويقفون مع الأمة ضد الجرائم والمظالم التي تقترفها الأنظمة، وحملة الدعوة ينهضون لهذا الخير طاعة لله ورسوله وسعياً لإقامة دين الله في الأرض، ولن يثنيهم عن ذلك تضييق أو اعتقال أو تهديد.

 ولينجزنَّ الله وعده ولينصرنَّ أولياءه وليطهرنَّ الأرض المباركة من رجس الغاصبين وخيانة الخائنين، وليظهرن الله دينه ولو كره الكافرون.. ولو كره المشركون.

قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ)

 

حزب التحرير- الأرض المباركة فلسطين

الموافق 12/1/2019م