تعليق صحفي

صدق ظريف! فالنظام الإيراني لم يكن يوماً عدواً حقيقياً لكيان يهود!

نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في حوار مع مجلة Le Point الفرنسية الاتهامات بأن بلاده تسعى إلى محو كيان يهود. وشدد على أن بلاده لم تقل أبدا إنها ستمحو كيان يهود من الخريطة، وتساءل في هذا الصدد قائلا: "متى أعلنّا أننا سندمر (إسرائيل)؟ أرني مسؤولا إيرانيا واحدا قال ذلك. لم يقل أحد هذا الأمر". (روسيا اليوم "بتصرف بسيط")

لم يكن النظام الإيراني يوماً عدواً حقيقياً لكيان يهود، لا قبل ثورة الخميني ولا بعدها، فالنظام الإيراني كان ولا زال رهين النفوذ الاستعماري، البريطاني من قبل الثورة والأمريكي من بعدها، وهو في ذلك - مثله مثل بقية الأنظمة في المنطقة - كان عاملاً مثبتاً لكيان يهود مع اختلاف في طبيعة الدور الذي يلعبه.

فطوال الفترة الماضية رفع النظام الإيراني شعار (الموت لأمريكا والموت لـ(إسرائيل)) ومع ذلك لم يطلق رصاصة واحدة تجاه كيان يهود رغم استفزازات يهود له مؤخراً بقصفهم لقواته وقواعده في الشام، وهو ما يؤكد أن هذا النظام رغم جعجعته المتكررة ولبوسه لثوب الممانعة الخادع إلا أنه لا يشكل خطراً حقيقياً على كيان يهود. بل إن النظام الإيراني رغم العداء المعلن كان يطبع خفياً طوال عقود مضت مع كيان يهود؛

فما يقرب من 80% من السلاح الإيراني في فترة الحرب العراقية الإيرانية تم شراؤه عبر كيان يهود. وقد اعترف رئيس وزراء كيان يهود الأسبق آرئيل شارون في أيار/مايو 1982، في مقابلة مع قناة "إن بي سي" الأمريكية، بصفقات الأسلحة التي تمّت مع إيران، وقال حينها: "مبيعات الأسلحة لإيران تترك لنا نافذة مفتوحة لإمكانية إقامة علاقات ودّية معها في المستقبل"، وتؤكد دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية حول تاريخ العلاقات (الإيرانية–(الإسرائيلية)) وجود صلات تجارية سرية بين إيران و200 شركة تابعة لكيان يهود رغم الإنكار المعلن من كل من إيران ومجموعة عوفر براذرز التابعة للكيان وجود صفقات تجارية بينهما. غير أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد كشفت أن الصفقات التجارية كانت تتم من خلال شركات تعمل في تركيا والأردن والخليج ومسجلة في أوروبا. كما أن أمريكا سمحت للنظام الإيراني بلعب دور رئيسي في الشام لحفظ عميلها بشار ولو كان هذا النظام يمثل أي تهديد لكيان يهود ما كانت أمريكا لتسمح لقواته بالوجود على مرمى حجر من هذا الكيان.

وإزاء هذا الغيض من فيض الحقيقة، فإن النظام الإيراني الذي يمثل دور الممانعة لم يكن يوماً خطراً على كيان يهود، وها هو ظريف ينطق بذلك بشكل واضح وعلني، فهل بعد ذلك تبقى الفصائل الفلسطينية تنخدع بالدور الإيراني وتنسق معه المواقف وترى فيه ركناً تلجأ إليه؟!

﴿وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾