تعليق صحفي
السلطة ورجالاتها يقتاتون من المتاجرة بقضية فلسطين! فبئس ما يصنعون
قال صائب عريقات كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية "إنه عاطل عن العمل منذ عام 2014 منذ أن أوقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المفاوضات"!.
لم يجنِ الفريق الفلسطيني المفاوض منذ انطلاق قطار المفاوضات في أوسلو قبل ربع قرن وإلى يومنا هذا إلا الخيبة والفشل، ولأن المبدأ الذي يسيرون عليه هو "لا فرار من المفاوضات إلا إلى المفاوضات" لم يجدوا بدّاً من استنساخ تجاربهم الفاشلة في كل محطة يتوقف فيه قطار التسوية إقليمية كانت أو دولية.
إن الأجواء التفاوضية نقلت هذا الفريق المفاوض من البيئة الثورية المفترضة فيمن يزعم التحرير إلى منظومة مصالح اسمها "السلطة الفلسطينية" التي تسهر على أمن كيان يهود الغاصب وتقتات من المتاجرة بقضية فلسطين وأهلها، ومن السمسرة على معاناة الأحياء ودماء الشهداء منهم في أسواق النخاسة الدولية.
لم يَصدق عريقات القول عندما قال أنه عاطل عن العمل منذ عام 2014 فسلطته البائسة لم تتوقف للحظة عن السهر على أمن يهود والتنسيق معهم وهي يدهم التي يبطشون بها أهل الضفة ورجلهم التي يتبخترون بها في مدنها، وهي من شدّ وثاق غزة وسلقها بألسنة حداد.
كما أنه لا ينقص عريقات وباقي المفاوضين والمتنفذين معه جني المليارات فهذه قد حازوها، ولكنهم يحنون لأيام خلت كانوا فيها يظهرون كأبطال على شاشات الفضائيات، ويتمنون أن تجود عليهم واشنطن بمشروع سلامٍ يمكنهم من الوقوف على أبواب السفارات والتنقل بين المطارات في رحلة البحث عن الدولة الفلسطينية التي تفتقت من خيالهم المريض.
ربما مسح هوس السلام ذاكرة عريقات فنسي أن سيف الدين قطز -وفي أقل من عامين من تقلده للحكم- تمكن من منازلة التتار والتغلب عليهم، حتى بات فخوراً بسلطته المتخاذلة المرتمية في أحضان المستعمرين والمحتلين ويصفها بعد مضي عشرين عاما على إقامتها بالناشئة! دون الإشارة منه على أنها انتقلت من مرحلة البحث عن الدولة إل الهرولة خلف سيارات يهود العسكرية لإجراء بناشر لها إذا لزم الأمر! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول(إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
إن قضية الأرض المباركة فلسطين عي قضية إسلامية وهي أسمى من أن تعبث بها رجالات السلطة في المحافل الدولية، كما أنها لا تحل وفق الرؤية الأمريكية، فطريق تحريرها واحد وهو استنهاض الأمة الإسلامية لتزحف جيوشها ليتبروا ما علا يهود تتبيرا.
26-12-2018